بنك انجلترا يطلب من موظفاته وضع أحمر الشفاه وارتداء تنورة يتناسب لونها مع حذاء بكعب عال، وحكومة كاليفورنيا بدأت تفتح سجونها للافراج عن ٥٥ ألف مجرم قبل انتهاء مدة حكمهم، والخبراء في علم النفس والاجتماع يبشرون بجيوش من العاطلين عن العمل تأكلهم السمنة لأنهم لا يتوقفون عن الأكل، وطفرة في المواليد الجدد تخرج من صلب آباء يفرجون عن كآبتهم في السرير. تلك هي بعض نوبات الجنون التي أطلقتها الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي التفاصيل أن بنك انجلترا “بانك أوف انجلاند”، قرر ابتكار حلول لمواجهة الأزمة المالية، فجمع موظفيه، ذكوراً وإناثاً، في ندوة تحمل شعار: A Dress For Success “اللباس من أجل النجاح” ووزع خلالها تعميماً طلب فيه من الموظفات الالتزام بالقواعد المهنية، ومن بينها: “البسي دائماً حذاء بكعب، شرط ألا يتجاوز طوله الإنشين “أقل من ٥ سم” وضعي دائماً شيئاً من المكياج حتى ولو كان أحمر الشفاه فقط، واحرصي على أن يكون لون التنورة من لون الحذاء، ولا تقصري في استخدام الزينة على ألاّ تبالغي فتجعلك أقرب إلى محترفة لمهنة لا تريدينها (!).
الهيئات الحقوقية في بريطانيا اعتبرت أن البنك يمارس التمييز بين الموظفين عندما يركز على ما ترتديه الموظفات فقط، وبدأت التحضير لإقامة دعاوى قضائية ضد البنك الذي حاول أن يكحلّها فأعماها. وهذه ليست المشكلة الوحيدة التي يواجهها البنك، فقد أعلنت شركة لوريل، وهي الأشهر عالميا في ميدان إنتاج مستحضرات التجميل أن أرباحها التي بلغت ٢,٣ مليار دولار انخفضت العام الماضي بنسبة ٢٧٪، أي أن استخدام المكياج ربما لن يتحقق قبل نهاية الأزمة .
أما ولاية كاليفورنيا في أمريكا، وهي تشكل ثامن اقتصاد في العالم، إذ تزيد ميزانيتها السنوية عن ١٤٣ مليار دولار، فإنها مع الأزمة الاقتصادية بدأت تواجه مرحلة تقترب من الإفلاس. إذ أن العجز في ميزانيتها هذا العام يزيد عن ٤١ مليار دولار. ومن هنا فإن حكومة الولاية المحلية بدأت تفكر في حلول لهذه الأزمة وأبرزها هو إطلاق سراح ٥٥ ألف سجين في فترة لا تتجاوز نهاية العام المقبل، وقبل انتهاء مدة أحكامهم، ويذكر أن عدد السجناء في الولاية وصل إلى ١٥٨ ألف سجين، يتوزعون بين ٣٣ سجناً، وهذا العدد هو ضعف ما تستوعبه هذه السجون، مما دفع لجنة من القضاة الفيدراليين إلى اتهام حكومة الولاية بأنها تقوم بخرق حقوق السجناء الدستورية وتعرضهم لعقاب شرس وغير طبيعي، ونظراً لأن الحكومة عاجزة عن بناء سجون جديدة بالاضافة إلى أن كلفة السجين الواحد تصل سنوياً إلى مبلغ ٤٦ ألف دولار “حوالي ١٧٠ ألف درهم”، فقد قررت حكومة الولاية إطلاق ثلث عدد السجناء في خطوة وصفها المعلقون بأنها “الهروب الكبير”، في استعادة لفيلم “ستيف ماكوين” بينما دافع آخرون عنها بقولهم إنه يصعب على كاليفورنيا أن تكون مثل ولاية لويزيانا فتصرف على السجناء أكثر مما تصرف على طلاب التعليم العالي.
هذا على صعيد الوقائع أما على صعيد الدراسات والأبحاث النظرية والميدانية فإن دراسة أشارت إلى أن السمنة المفرطة سوف تكون إحدى النتائج الحتمية للطرد من العمل، وعلى حد قول إحدى العاملات التي فقدت عملها “فإن أول ما فعلته هو أنني ذهبت إلى السوبر ماركت وأنفقت مائة جنيه استرليني على شراء ما يكفي كي أملأ الثلاجة من الأطعمة والمشروبات وأنا الآن لا أتوقف عن الأكل حتى في الليل”.
وفي بحث ميداني تبين أن العاطلين عن العمل رجالاً ونساءاً يعانون من ضغوط تصيبهم بالكآبة، فيبحث هؤلاء عن علاج لهذه الكآبة في السرير، وكما يقول أحد المشاركين “أنا في الخمسين من عمري ولم أنجب منذ ١٥ عاماً ولكن زوجتي اليوم حامل في شهرها الرابع وأنا لست نادماً شرط أن أجد عملاً يساعدني على إعالة الطفل المقبل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق