قلت للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ
مشايخ حاشد: “أنت لص وانتهازي، تستغل منصبك كرئيس للبرلمان لتوزيع المناصب
والعطايا على أتباعك.. هذا ما يقوله عنك وزير التربية في حوار أجريته معه قبل
ساعة”. احمر وجه الشيخ وبدا أقرب إلى جمرة تتوهج غضباً، ثم قال بحزم: “سوف أقاضيه“.
قلت للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ
مشايخ حاشد: “أنت لص وانتهازي، تستغل منصبك كرئيس للبرلمان لتوزيع المناصب
والعطايا على أتباعك.. هذا ما يقوله عنك وزير التربية في حوار أجريته معه قبل
ساعة”. احمر وجه الشيخ وبدا أقرب إلى جمرة تتوهج غضباً، ثم قال بحزم: “سوف أقاضيه“.
كنّا نحو ٣٠ إعلامياً بمجلس الشيخ في بلدة “خمر” نقوم بتغطية الانتخابات اليمنية في نهاية التسعينيات، وكانت البلدة عندما دخلناها ثكنة عسكرية، حتى الأطفال كانوا يحملون السلاح، ومثلهم الفتيات، وكان التنافس بين حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وحزب الإصلاح بقيادة رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله الأحمر، يعتمد طريقة “والتقى الفارسان كأنهما جبلان”، وكنت مع كثيرين غيري، نتوقع أن تتحول الانتخابات في ظل غابات السلاح إلى قتال لن يوفر الأسلحة الثقيلة، وهي تباع في سوق يبعد عن العاصمة صنعاء كيلومترات قليلة.
تعليق واحد
ولكن هذا لم يحدث.. كيف؟
طرحت السؤال على طبيب الشيخ، وهو مثقف درس في القاهرة، فقال: يمكن أن تسميها الديمقراطية القبلية، وهي تقوم على “توازن الرعب”، وهذا التوازن هو ما يمنع وقوع المجازر بين القبائل والعشائر.
أشار الطبيب بيده إلى نافذة مفتوحة تطل على سلسلة جبال، وقال: “هل ترى تلك الجبال هناك؟”، إن سكانها في حالة حرب مع أهل “خمر” منذ ما يزيد على ٢٠ عاماً، وقد سقط بيننا وبينهم عدد من القتلى، ولكن إذا صدف والتقى اثنان، واحد من قبيلتنا وواحد من القبيلة الأخرى في صنعاء، ووقعت مشكلة، أو احتاج أحدهما إلى مساعدة الآخر، فإنه لن يتوانى عن تقديم المساعدة والقتال إلى جانبه ضد الطرف الثالث..
أضاف باسما :تعرف المثل: “أنا وابن عمي على الغريب”…
أقاطعه في هجوم وقائي: أعرفه وأكرهه، لأنه يرسم برابطة الدم وحدها حدود الوطن.
يتابع الطبيب ومن دون أن يستفز: ولكنها هذه المرة ليست رابطة الدم، إن ما يجمع الاثنين هنا، هو التعايش ضمن الاختلاف، ما يجعلهما أقرب إلى أبناء العم. وكذلك المصالح المشتركة في الجوار، والحماية من عدوان الخارج. وأخشى أن أقول إن هذا التنوع القبلي من ضمن الاختلاف، يمكن أن يؤسس فيما بعد للديمقراطية العصرية، أو أن يكون عنواناً مؤقتاً للدولة الحديثة.”
أعتقد أن طبيب الشيخ ربما كان مبالغاً في دفاعه عن ديمقراطية القبيلة، ولكن عبارة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، تبقي الباب مفتوحاً للاستفادة من واقع قائم وتطويره بدل محاولة إلغائه، وهي محاولة، كما تكشف لنا الانتخابات “الفرعية” في الكويت، لم تكلل بعد ٦٠ سنة من الديمقراطية ،بالنجاح.
“سوف أقاضيه”، يقولها رئيس السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية، فيحتكم إلى السلطة القضائية ، في” دولة القبائل”.
هذا بالتأكيد لايحدث في دولة “الحزب الواحد” العصرية!
طرحت السؤال على طبيب الشيخ، وهو مثقف درس في القاهرة، فقال: يمكن أن تسميها الديمقراطية القبلية، وهي تقوم على “توازن الرعب”، وهذا التوازن هو ما يمنع وقوع المجازر بين القبائل والعشائر.
أشار الطبيب بيده إلى نافذة مفتوحة تطل على سلسلة جبال، وقال: “هل ترى تلك الجبال هناك؟”، إن سكانها في حالة حرب مع أهل “خمر” منذ ما يزيد على ٢٠ عاماً، وقد سقط بيننا وبينهم عدد من القتلى، ولكن إذا صدف والتقى اثنان، واحد من قبيلتنا وواحد من القبيلة الأخرى في صنعاء، ووقعت مشكلة، أو احتاج أحدهما إلى مساعدة الآخر، فإنه لن يتوانى عن تقديم المساعدة والقتال إلى جانبه ضد الطرف الثالث..
أضاف باسما :تعرف المثل: “أنا وابن عمي على الغريب”…
أقاطعه في هجوم وقائي: أعرفه وأكرهه، لأنه يرسم برابطة الدم وحدها حدود الوطن.
يتابع الطبيب ومن دون أن يستفز: ولكنها هذه المرة ليست رابطة الدم، إن ما يجمع الاثنين هنا، هو التعايش ضمن الاختلاف، ما يجعلهما أقرب إلى أبناء العم. وكذلك المصالح المشتركة في الجوار، والحماية من عدوان الخارج. وأخشى أن أقول إن هذا التنوع القبلي من ضمن الاختلاف، يمكن أن يؤسس فيما بعد للديمقراطية العصرية، أو أن يكون عنواناً مؤقتاً للدولة الحديثة.”
أعتقد أن طبيب الشيخ ربما كان مبالغاً في دفاعه عن ديمقراطية القبيلة، ولكن عبارة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، تبقي الباب مفتوحاً للاستفادة من واقع قائم وتطويره بدل محاولة إلغائه، وهي محاولة، كما تكشف لنا الانتخابات “الفرعية” في الكويت، لم تكلل بعد ٦٠ سنة من الديمقراطية ،بالنجاح.
“سوف أقاضيه”، يقولها رئيس السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية، فيحتكم إلى السلطة القضائية ، في” دولة القبائل”.
هذا بالتأكيد لايحدث في دولة “الحزب الواحد” العصرية!
بتاريخ يونيو 22nd, 2008 at 6:22 pmفي تاريخنا العربي يملك شيوخ القبائل أو الفصائل حسا(ديمقراطيا) فطريا حسب حالهم ورؤيتهم وقيادتهم لذلك الكيان القبلي ..
واللجوء للقضاء أيا كان نوعه كان دائما ديدن أي مجتمع فيه ولو قليل من التنظيم السياسي ولو كان بدائيا ..
طبعا هذا في ظلّ تعدّد القوى والمستمسكات الذي يفرض (التوازن) المشار إليه في مقالك بملامحه المختلفة فالتوازنات دائما سبيل استقرار يروق لأهل تلك المرئيات العقلية ..
من لا يؤمن بتعدّد فكر لا يمكن أن يقتنع بتعدّد قوى ..
: : تحياتي لك أستاذ شوقي : :