السفير/ Dec 30, 1995
القمة السابعة عشرة تنعقد او لا تنعقد؟.. تلك هي المسألة.السؤال يطرح لاول مرة منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. القمة يفترض ان تنعقد في قطر اواخر العام المقبل. ولكن قطر اعلنت انها تدرس احتمالين: تجميد عضويتها او الانسحاب نهائيا من المجلس، وفق ما اكده وزير خارجتها في اخر مؤتمر صحافي عقده بعد قمة مسقط، اكثر من ذلك، ينتظر ان تصدر محكمة العدل الدولية حكمها في الخلاف الحدودي بين قطر والبحرين في اواخر العام المقبل ايضا.اذن؟ هنا اجابتان عسكرية ودبلوماسية، يلخصهما سفير بريطاني سابق بقوله "لا خوف على مجلس التعاون.. لأنه لا خوف منه".
ضابط خليجي يحمل رتبة عسكرية رفيعة. سافر العام 1992 في بعثة اكاديمية الى لندن للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية. العنوان الذي اختاره لاطروحته، هو "الامن الخليجي الموحد". امضى الضابط عامين في لندن، حصل خلالهما على الدكتوراه ولكن بعد ان جعل عنوان اطروته "الامن الخليجي ... المستحيل".
لماذا؟يرد الضابط الصديق: حرب تحرير الكويت، ونقيضا للقناعات السائدة، برهنت انه يمكن لقوة خليجية موحدة، وبالاشتراك مع قوات من العمق العربي ان تشكل نواة قادرة على صد اي عدوان يمكن ان يطال احدى دول الخليج، وتطوير هذه النواة العسكرية الخليجية العربية لتشكل مظلة امنية واقية كان الاطار النظري الذي سعيت لتأكيده عبر اطروحتي، ولكن ما حدث بعد تحرير الكويت هو النقيض تماما، ثم تفتيت هذه النواة، واخراج الصف العربي من معادلة امن الخليج، ليحل محله العنصر الاجنبي، اي استبدال العابر بالمقيم، وادى هذا الامن المستورد عكس وظيفته، فهو ايقظ العسكرية المحلية التي رأت في الوجود الاجنبي فرصة لانتزاع ما تسميه حقوقها التاريخة، فالامن المستعار، لانه مؤقت يغري بالحسم السريع، ومن هنا، تغير عنوان الاطروحة، اذ ان كل دولة في الخليج وضعت لائحة بالاعداء المحتملين، تختلف عن لوائح الدول الاخرى، فالعدو المحتمل لدولة قطر ليس ايران بالتأكيد، والعدو المحتمل لدولة الامارات العربية ليست اليمن، والكويت لم تعد بناء جيشها لمواجهة اسرائيل، وبالتالي، فان امن الخليج في هذا السياق يصبح مستحيلا.هذه وجهة نظر عسكرية الى امن الخليج الذي سعت دول مجلس التعاون الى تطويره، عندما وقعت العام الماضي اتفاقية دفاعية لتعزيز قوات »درع الجزيرة«، والاتفاقية، في غياب القرار السياسي المشترك، ما تزال، في احسن الاحوال، امنية.في قطر وفي موعدها
وأسأل دبلوماسيا خليجيا، شارك اكثر من مرة في وساطات بين دول الخليج، اذا كانت القمة السابعة عشرة سوف تنعقد في قطر، كما هو قدر لها، او ما اذا كانت سوف تنعقد اصلا، بعد ان اكد وزير خارجية قطر حمد بن جاسم في اخر مؤتمر صحافي عقده بعد قمة مسقط ان بلاده تدرس خيارين: اما تجميد عضويتها في مجلس التعاون، او الانسحاب نهائيا من المجلس؟
يرد الدبلوماسي بثقة: القمة سوف تنعقد في موعدها، وفي المكان المحدد لها، اي في قطر.
> هل هذه معلومات؟
ويوضح الدبلوماسي الخليجي، فيقول: لنأخذ نموذجين: قمة ابو ظبي عام 1992، وقمة البحرين عام 1994. قبل قمة ابو ظبي اعلنت المملكة السعودية ان قطر احتلت 14 كيلومترا من اراضيها، في خلال حرب الخليج. وردت قطر بأن السعودية هي من احتل مركز الخفوس الحدودي. واندلعت الحرب بين الدولتين، وشيعت قطر، في اجواء اعلامية درامية، شهيدين سقطا في الاشتباكات. وقعت هذه الاحداث في تشرين اول عام 92، وبعد مضي اقل من شهرين، اجتمع امير قطر مع الملك السعودي في المدينة المنورة، وطوي الخلاف وشارك الطرفان في قمة ابو ظبي... وعفا الله عما مضى.ويضيف الدبلوماسي: اما القمة الخامسة عشرة في البحرين، فقد سبقها احتجاج قدمته قطر الى مجلس التعاون اتهمت فيه السعودية بانتهاكات حدودها واعتقال خمسة مواطنين قطريين، وطلبت قطر تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق، سبق هذا احتجاج اخر، حيث اتهمت قطر السعودية بالتجسس عبر زرع عميل في وزارة خارجية قطر. وهو ما ادى الى مقاطعة اجتماعات وزراء الداخلية الخليجيين، ولكن بعد 3 اسابيع فقط، طوي الملف، وشاركت قطر في القمة... ولا ارى جديدا فيما يحدث اليوم، وربما من المفيد متابعة ما يصدر عن قطر من تصريحات في المرحلة المقبلة.سمك »العومة«سفير بريطاني سابق كان يعمل في المملكة السعودية التقيته في لندن، وصف تحرك دول الخليج باتجاه التعاون، فقال: انها تتحرك مثل سمك »العومة« السردين فهو يتنقل بسرعة ولا يهدأ عن الحركة، ولكن دائما ضمن دائرة صغيرة«.ويضيف بمكر بريطاني معروف »ولكن لا خوف على مجلس التعاون، اتعرف لماذا؟ لأنه... لا خوف منه«.
ضابط خليجي يحمل رتبة عسكرية رفيعة. سافر العام 1992 في بعثة اكاديمية الى لندن للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية. العنوان الذي اختاره لاطروحته، هو "الامن الخليجي الموحد". امضى الضابط عامين في لندن، حصل خلالهما على الدكتوراه ولكن بعد ان جعل عنوان اطروته "الامن الخليجي ... المستحيل".
لماذا؟يرد الضابط الصديق: حرب تحرير الكويت، ونقيضا للقناعات السائدة، برهنت انه يمكن لقوة خليجية موحدة، وبالاشتراك مع قوات من العمق العربي ان تشكل نواة قادرة على صد اي عدوان يمكن ان يطال احدى دول الخليج، وتطوير هذه النواة العسكرية الخليجية العربية لتشكل مظلة امنية واقية كان الاطار النظري الذي سعيت لتأكيده عبر اطروحتي، ولكن ما حدث بعد تحرير الكويت هو النقيض تماما، ثم تفتيت هذه النواة، واخراج الصف العربي من معادلة امن الخليج، ليحل محله العنصر الاجنبي، اي استبدال العابر بالمقيم، وادى هذا الامن المستورد عكس وظيفته، فهو ايقظ العسكرية المحلية التي رأت في الوجود الاجنبي فرصة لانتزاع ما تسميه حقوقها التاريخة، فالامن المستعار، لانه مؤقت يغري بالحسم السريع، ومن هنا، تغير عنوان الاطروحة، اذ ان كل دولة في الخليج وضعت لائحة بالاعداء المحتملين، تختلف عن لوائح الدول الاخرى، فالعدو المحتمل لدولة قطر ليس ايران بالتأكيد، والعدو المحتمل لدولة الامارات العربية ليست اليمن، والكويت لم تعد بناء جيشها لمواجهة اسرائيل، وبالتالي، فان امن الخليج في هذا السياق يصبح مستحيلا.هذه وجهة نظر عسكرية الى امن الخليج الذي سعت دول مجلس التعاون الى تطويره، عندما وقعت العام الماضي اتفاقية دفاعية لتعزيز قوات »درع الجزيرة«، والاتفاقية، في غياب القرار السياسي المشترك، ما تزال، في احسن الاحوال، امنية.في قطر وفي موعدها
وأسأل دبلوماسيا خليجيا، شارك اكثر من مرة في وساطات بين دول الخليج، اذا كانت القمة السابعة عشرة سوف تنعقد في قطر، كما هو قدر لها، او ما اذا كانت سوف تنعقد اصلا، بعد ان اكد وزير خارجية قطر حمد بن جاسم في اخر مؤتمر صحافي عقده بعد قمة مسقط ان بلاده تدرس خيارين: اما تجميد عضويتها في مجلس التعاون، او الانسحاب نهائيا من المجلس؟
يرد الدبلوماسي بثقة: القمة سوف تنعقد في موعدها، وفي المكان المحدد لها، اي في قطر.
> هل هذه معلومات؟
ويوضح الدبلوماسي الخليجي، فيقول: لنأخذ نموذجين: قمة ابو ظبي عام 1992، وقمة البحرين عام 1994. قبل قمة ابو ظبي اعلنت المملكة السعودية ان قطر احتلت 14 كيلومترا من اراضيها، في خلال حرب الخليج. وردت قطر بأن السعودية هي من احتل مركز الخفوس الحدودي. واندلعت الحرب بين الدولتين، وشيعت قطر، في اجواء اعلامية درامية، شهيدين سقطا في الاشتباكات. وقعت هذه الاحداث في تشرين اول عام 92، وبعد مضي اقل من شهرين، اجتمع امير قطر مع الملك السعودي في المدينة المنورة، وطوي الخلاف وشارك الطرفان في قمة ابو ظبي... وعفا الله عما مضى.ويضيف الدبلوماسي: اما القمة الخامسة عشرة في البحرين، فقد سبقها احتجاج قدمته قطر الى مجلس التعاون اتهمت فيه السعودية بانتهاكات حدودها واعتقال خمسة مواطنين قطريين، وطلبت قطر تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق، سبق هذا احتجاج اخر، حيث اتهمت قطر السعودية بالتجسس عبر زرع عميل في وزارة خارجية قطر. وهو ما ادى الى مقاطعة اجتماعات وزراء الداخلية الخليجيين، ولكن بعد 3 اسابيع فقط، طوي الملف، وشاركت قطر في القمة... ولا ارى جديدا فيما يحدث اليوم، وربما من المفيد متابعة ما يصدر عن قطر من تصريحات في المرحلة المقبلة.سمك »العومة«سفير بريطاني سابق كان يعمل في المملكة السعودية التقيته في لندن، وصف تحرك دول الخليج باتجاه التعاون، فقال: انها تتحرك مثل سمك »العومة« السردين فهو يتنقل بسرعة ولا يهدأ عن الحركة، ولكن دائما ضمن دائرة صغيرة«.ويضيف بمكر بريطاني معروف »ولكن لا خوف على مجلس التعاون، اتعرف لماذا؟ لأنه... لا خوف منه«.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق