السفير/Feb 27, 2007
جوزف... الأشجار تموت يابسة ولا تموت وارفة الظلال، وتموت فارغة الجذوع ولا تموت خضراء مثقلة بالثمار، وتموت لأنها استكملت دورة حياتها، وحياتك لم تكن إلا موجة في ذروة اندفاعها تختصر المحيطات.
جئت الى <السفير> مع حازم صاغية. هذا الحبيب مثلك، تريد ان تغير العالم (هل تذكر ساكو وفانزيتي؟)، حازم يريد ان يقنع <ماوتسي تونغ> ان سهل عكار أكبر من سهوب الصين، وان سلالة <مينغ> اقل خطورة من سلالة الإقطاع السياسي في الشمال. أما أنت فقد تفرغت للجنوب، ترى فيه فييتنام وكمبوديا ولاوس وكل الأراضي الملتهبة في اربع زوايا الأرض. وفي بيروت كنت تبحث عن <هوشيه منه>: إذا لم نجده... نخترعه> هل تذكر؟ وما كنت تحتاج لاختراعه، فقد كان يسكنك وفي عز شبابه.
عام (1995) عدنا الى <السفير> معاً، أنت من الزميلة <الحياة> في بريطانيا، وأنا من اميركا، مروراً <بالبؤر الإعلامية> التي احترفت إغلاقها، وتواطأنا معاً على <رب العمل بالرغم عنه> طلال سلمان: أنت تدفع <الشباب> الى الجريدة بالجملة، وأنا أكلفهم بالعمل، ثم نتناوب معاً على كبيرنا طلال كي يدفع بالتي هي أحسن، وكان يدفع... وتكاثرت المواهب، وزغردت صالات التحرير بمتعة الاكتشاف.
الخلاف معك كان أيضاً متعة، وكان السؤال الذي يجيّر جميلتنا نجاة حرب هو: هل نختلف معك لأننا نحبك أم اننا نحبك لأننا نختلف معك؟
... وكان الاختلاف معك كالحراثة في الأرض، تجرحها سكة المحراث ولكنها تمنحها العافية والغلال.
جوزف نفتقدك... وهل يعزينا فرح أهل السماء بك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق