الثلاثاء، 6 مارس 2012

في الجنس والحرب و...السياسة

 السفير/ Dec 28, 1995

في الجنس والحرب و... السياسة

كان الرئيس الأميركي "ليندون جونسون" مستلقيا على الأريكة بارتياح مع سكرتيرته في الغرفة البيضاوية، عندما دخلت "الليدي بيرد"، زوجته.
"
آه... كان يتفجر غضبا" يقول أحد المساعدين في وصف الموقف، ويضيف" طلب، فيما بعد، أن نضع أجهزة إنذار مبكر، تكشف بالضوء والصوت أي تحرك لليدي بيرد باتجاه الغرفة البيضاوية ".أجهزة الانذار كلفت ملايين الدولارات، وأحد المساعدين العسكريين للرئيس أبلغ صحيفة "تابلويد" ان مصادر الاستخبارات كشفت خطة شيوعية لاختراق البيت الأبيض. وأن أجهزة الانذار يمكن أن تلغي أي مخطط من هذا النوع، وطلعت الصحيفة على قرائها بمانشيت عريض "حرب فيتنام تنتقل الى البيت الأبيض." جونسون، عندما تسلم الرئاسة الأميركية، كان فحلاً مثل ثور في مزارع الغرب الأميركي، على حد وصف أحد مساعديه، وهو دفع بنصف مليون جندي الى وحول فيتنام، كما دفع الى الغرفة البيضاوية، وطائرة الرئاسة، بجيش من السكرتيرات.الجنود كانوا يعودون جثثا في أكياس من البلاستيك، وأميركا بدأت تتظاهر، والطلاب في جامعة بيركلي، صاروا يحملون الأكياس، وقد كتب عليها "السيد الرئيس: هل تستعمل الواقي... خذ هذا الكيس". 
الرئيس جونسون، في آخر ولايته، لم يعد يستلقي مع السكرتيرات، فهو فقد رغبته الجنسية، وبالمقابل، في اجتماع في حديقة منزله، ضم قيادة هيئات الأركان فتح سحاب بنطاله، وبدأ يتبوّل أمام الجنرالات »شاهدت جدولاً صغيرù من البول ينساب أمامي... لا أعرف هل كان يريد تأكيد فحولته؟« سأل أحد الحاضرين فيما بعد.البيت الأبيض لا يجيب، ولكنه يؤكد في سجلاته أن تبوّل الرئيس علنù أمام الجنرالات بدلاً من النوم سرù مع السكرتيرات هي إحدى نتائج هزيمة فيتنام.الأطباء يقولون ان الهزيمة تقتل الفحولة، وفي هذا كثير من الصدق.
* * *
المرحوم الدكتور صبري قباني مؤسس وصاحب ورئيس تحرير مجلة »طبيبك« خرج على الخط الرصين للمجلة، وكتب بعد مرور عدة أشهر على هزيمة حزيران، افتتاحية تقول: يصلني من القراء، ومنذ النكسة، ما يزيد عن 5 آلاف رسالة شهريا، تسأل بقلق عن العضو التناسلي: يقول لي قارئ أن ذكره صار »أعوج«، يقول قارئ آخر انه »ينكمش«، ويكتب ثالث »خف الزخم...«، وينهي الدكتور قباني افتتاحيته قائلا: لو أن هذه الأسئلة انصبت على أسباب نكسة حزيران، وليس على العضو الذكري لأمكن ربما تجاوز النكسة، وبالتالي تجنب آثارها على الأعضاء الجنسية.
* * *
الهزيمة تقتل... حتى الغريزة، وفي هذا السياق، يروى ان الثائر »تشي غيفارا« جاء مصر زائرا في السبعينيات، واستقطب أحلام الشباب في حديثه عن الثورة، وبعد إحدى المحاضرات في جامعة القاهرة، خرج غيفارا، وقد تحلق الشباب الثوري حوله، يتابع النقاش. ومرّ في أثناء الحوار، سرب من الفتيات، تبادلن مع الثائر نظرات إعجاب، وتوقف الحوار مع الشباب »الثوري«، قال أحدهم باستياء: هل تهتم بالفتيات يا سيد غيفارا؟«، ورد غيفارا: هو من يعشق جيدا يقاتل جيدا«. واستخدم بالانكليزية كلمة تبدأ بحرف (F) للتعبير عن فعل الحب.في كوبا، بعد الثورة التي شارك غيفارا فيها، تقول احصاءات ان نسبة المواليد الجدد ارتفعت بمعدل الضعفين بعد انتصار قوات كاسترو، بينما انخفضت في نيكاراغوا التي كان يحكمها الديكتاتور »سوموزا«. الرئيس كاسترو، في مقابلة مطولة مع مجلة »بلاي بوي« الأميركية الفاضحة، يقول: أنت لا تستطيع أن تنام مع حبيبتك بينما صورة الديكتاتور تنتصب على جدار دارك... إنه يخصيك«. ومعه حق. فممارسة الحب شرطها الحرية.
* * *
عرفت هذا مجددا في نيكاراغوا، أمضيت في عاصمتها ثلاثة أسابيع عام 1982، بعد إطاحة سوموزا، قابلت وزيرة الثقافة، قيل إنها كانت على علاقة حب مع الجنرال أورتيغا، رأس الدولة. قالت: كل مواطن في نيكاراغوا اليوم هو شاعر حتى يثبت العكس. انهم يفيضون بالعشق ويكتبونه قصائد، نقرأها في الساحات العامة لأننا لا نملك الورق لطبعها«. تضحك وهي ترفع خصلة شعر عن جبهتها السمراء، وتضيف: أيام الديكتاتور لم يكن الحب ممنوعا ولكن الناس كانت تخاف أن تحب، وفجأة، وبعد النصر، تفجر هذا المخزون الهائل من الحب... وصار الجميع شعراء وعشاقا«.وفي أحد المخيمات على الحدود مع هندوراس، شاهدت مجموعات من الصبايا داخل المخيم، سألت الضابط: ماذا يفعلن على الحدود؟ قال: متطوعات. كل واحدة تلحق حبيبها، نحن لا نستطيع أن نطعمهن مجانا، لذلك نكلفهن أعمالاً في المطبخ، بينما يتفرغ الشباب للتدريب. أعتقد ان هذا يساعد على الصمود«.
* * *
في فندق »شيراتون« في دمشق، كنت عائدا من الولايات المتحدة لتغطية القمة الأخيرة بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس اللبناني، آنذاك، أمين الجميل. قال لي نقيب الصحافيين في سوريا صابر فلحوط: هذا الرجل كارثة (يعني الجميل) يريدها حربا أهلية لألف عام.. أعتقد ان الرئيس سوف »يقنعه«... اسأل فلانù. عنده معلومات«.انتظرت »فلانù« وهو زعيم لبناني »أفل نجمه« اليوم، وعندما وصل الى بهو الفندق، اندفعت مع كتيبة من الصحافيين لنسأله عن نتائج الاجتماع. ولكنه سبقنا الى المصعد، قال الزميل وليد شقير: عالدرج، وركضت خلفه، وصلنا الطابق الثاني ونحن نلهث. كان »فلان« يخرج من باب المصعد، سألته لاهثا، هل أقنعه الرئيس؟ قبل أن يجيب، فتح باب غرفة بعيدة عن المصعد، أطلت منه صبية شقراء، تموج بالدلال داخل غلالتها الشفافة، نادت بغنج: فُلان، ومدت الألف كان اسما موسيقيا بالفعل فالتفت القائد إلينا معتذرا: »لا تؤاخذوني يا شباب« اعتقدت برهة انه يعتذر لأنها قاطعت أسئلتنا المهمة، ولكن »فلانù« من دون رفة جفن، مشى إليها...فيما بعد، خسر فلان مقعده النيابي، وقيادة تنظيمه، وهجرته زوجته لأنه لم يعد »يبيّض الوجه«...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق