دمشق وباريس و... مخالب أوروبا
تقرير إخباري بقلم شوقي رافع : دمشق وباريس و... مخالب أوروبا
زوّار دمشق هذه الأيام يسمعون من المسؤولين السوريين أن التحالف التركي
الإسرائيلي الأمريكي ليس تحالفاً ضد سوريا , هو ضد العرب, إنه تحالف لسحق
الدول العربية, وتهميش دور العرب في القرن المقبل, وهو تحالف أيضاً ضد
إيران. إيران هي صديق وحليف, تركيا تتعاون مع العدو وتعينه على العرب, أما
إيران فهي معنا سلوكاً وقولاً, ودورها لا يقدر بثمن...
وهو ما تجسد بوضوح
في المؤتمر الإسلامي. ويسمع زوار دمشق أيضاً: السياسة الأمريكية في المنطقة
ليست سياسة, انها انحياز كامل لإسرائيل, أمريكا في وضعها الراهن لا تستطيع
أن تقدم شيئاً لمشروع السلام, وزيارة مادلين أولبرايت, وزيرة الخارجية,
للمنطقة كانت لتغطية العدوانية الإسرائيلية, أوروبا, وبالذات فرنسا يمكنها
أن تلعب دوراً, وتستطيع أن تعيد بعض التوازن للموقف الدولي من قضايا أمتنا,
أما الرئيس شيراك, سواء خلال زيارته للقدس أو من التصريحات التي رافقت
الزيارة, أو خلال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان, أو في جولاته العربية
كلها تبرهن انه لا يقبل تحجيم دوره, ولا يقبل بدور اللاعب الثانوي.
أوروبا, في غياب السياسة الأمريكية المتوازنة, تستطيع أن تمنح الشرعية
الدولية بعض المخالب في مواجهة عدوانية نتانياهو الفالتة من عقالها ومن
عقلها.. نريد من أوروبا أن تستخدم مخالبها لا أن تهدد بها فحسب. وينقل زوار
دمشق عن نائب الرئيس عبدالحليم خدام قوله: هل العراق هو ما يشكل خطراً على
المنطقة وعلى العالم؟ أمريكا لا ترى أن إسرائيل مع 200 رأس نووية تشكل
خطراً أو تهدد الأمن؟ نحن أحبطنا محاولتين لتقسيم العراق, ليس دفاعاً عن
صدام حسين ولكن عن قطر عربي شقيق, ويقول هؤلاء ان نائب الرئيس السوري أبلغ
وزير خارجية العراق طارق عزيز, عندما زار دمشق مؤخراً أن على بغداد ألا تلح
في هذه المرحلة على العلاقات الدبلوماسية الثنائية, لأنها ربما تسبب
احراجاً, وينقلون عن خدام قوله لعزيز: في عام 1990 وقف العرب, ونحن معهم,
ضدكم, اليوم حتى الكويت رفضت أن تستخدم القوة ضدكم, ونأمل أن يعي المسؤولون
في العراق هذا الواقع وأن يستفيدوا من التجربة. ودمشق, كما ينقل عنها
هؤلاء الزوار, تتحدث هذه الأيام بثقة وارتياح, والمسؤولون فيها لا يتحدثون
عن سوريا ولا عن مشروع سلام سوري أو لبناني مع إسرائيل, فالسلام كما يقول
المسؤولون, لا يتجزأ ــ اما ان أن يكون شاملاً أو لا يكون, ويسأل هؤلاء
المسؤولون محدثيهم: هل منح أوسلو السلام للفلسطينيين؟.. ويتوقف المسؤولون
السوريون أمام ثلاث محطات: مؤتمر الدوحة, ومعارضة العرب, وخاصة دول الخليج
لاستخدام القوة ضد العراق, ثم المؤتمر الإسلامي, ويعلقون على هذه المحطات
بقولهم: الوضع العربي قد يكون سيئاً بالتأكيد, ولكن هناك تماسكاً وتفاهماً
ووعياً بدأ يزداد منذ قمة القاهرة... وهناك إيران وفرنسا وأوروبا, وبمقدار
ما يزداد موقفنا صلابة نوفر الفرصة للآخرين لزيادة دعمنا. إن القوة الفعلية
مصدرها نحن... والحمد لله فإن هذه القوة متوفرة ولكنها تحتاج إلى التماسك
وإلى التضامن لأن التهديد, خاصة بعد التحالف التركي ــ الإسرائيلي ــ
الأمريكي يطالنا جميعاً. وعلى هذه الخلفية ربما يمكن فهم الزيارة المفاجئة
التي قام بها نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق
الشرع, وفحوى الرسالة التي نقلاها من الرئيس السوري حافظ الأسد للرئيس
الفرنسي جاك شيراك. كتب ــ شوقي رافع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق