حكايات سياسية:بقلم- شوقي رافع -التاريخ: 20 نوفمبر 1998
هؤلاء المجاهدون في افغانستان, هم أبرز مقاتلي الحرية في
عالمنا المعاصر, انهم يواجهون الغزو الشيوعي الروسي بتراث من الايمان يزيد
عمره عن الف عام . هذه الفقرات مقتبسة من خطاب للرئيس الامريكي السابق
رونالد ريجان, نعيد التركيز بها لنؤكد على حقيقة ساطعة وهي ان الصراع بين
الاسلام والغرب هو صراع مصالح وليس صراع حضارات, وان هذا الغرب ممثلا برئيس
القوة العظمى فيه, لا يبخل بالدعم والمساعدة على (المجاهدين) المسلمين إذا
رأى انهم يحققون مصالحه, ويشير باعجاب شديد الى هذا التراث من الايمان
الذي يزيد عمره عن الف عام. هنا يطلّ علينا من ذروة التاريخ المفكر صامويل
هنتجنتون ليقطع علينا الطريق, فهو يقول ان هذا التحالف بين الحضارتين
المسيحية والاسلامية كان ممكنا في مواجهة الشيوعية, اما بعد انهيار الاتحاد
السوفييتي فإن الاسلام هو التحدي الذي لابد للحضارة المسيحية ان تجهز
قواها وتجمع اسلحتها لمواجهته.
ولعل هذا (الكلام الكبير) يجد هوى, قد يبلغ حد الهوس, لدى الاصوليين على الجانبين, المسلم والمسيحي, اذ ان الاثنين مازالا يحتفظان بمخزون من تراث الحروب الصليبية ولم ينقطعا يوما عن اعادة انتاجه بحلة عصرية, وبالتأكيد فإن هوليوود التي جمعت من تسميهم: المسيحيين المولودين. مرة ثانية مع اليهود هي أبرز مصانع أنتاج الصليبية الجديدة. فورد والبروتوكولات ولكن هذا (الكلام الكبير) ينطوي في غياهب رؤيته السوداء على كسل عظيم يؤكد ان المستقبل هو نسخة عن الماضي, ربما مطورة ومنقمة, وان التاريخ يعيد نفسه, وهو في احسن الاحوال تفكير رغائبي, يود ان يطوي صفحة الحاضر الغنية باحتمالاتها ليفتح مستودعات الماضي وهذه كانت مباحة وباستمرار للجميع بمن فيهم حرّاس المقابر. ونستعيد هذه الصور من الحاضر ومن الماضي القريب, لعلها تكون محطات على طريق اكتشاف مستقبل العلاقة بين الغرب والاسلام بما هي مصالح اولا وحضارة اخيرا. الصناعي الامريكي هنري فورد قام في عام 1922 بطبع عدة ملايين نسخة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون, وهو كتاب يكشف عن (مؤامرة) اليهود للسيطرة على العالم, فورد الامريكي هو ابو صناعة السيارات, كان يحتقر اليهود ولا يرى فيهم سوى رجال مصارف مرابين, اي انهم, وبالمفردات الاخلاقية للعالم الصناعي, طفيليون, معادون للانتاج وهم اقرب الى مصاصي الدماء. ليست شريعة موسى ما كان فورد يحتقره, بل تاجر البندقية. لماذا قتلته؟ مواطن امريكي من ولاية ساوث كارولينا حمل في عام 1986 بندقية الصيد ذات الفوّهة المزدوجة, ألقمها بخرطوشتين, واتجه الى المصرف الوحيد في بلدته الصغيرة, بعد ان اخفى البندقية تحت معطفه, وصل البنك واتجه على الفور الى مكتب المدير, فتح الباب, وعندما شاهد المدير خلف مكتبه, اخرج بندقيته وضغط على الزناد, عن مسافة مترين فتمزق جسد المدير إرباً, القاضي سأل المواطن الامريكي: هل تعرف مدير البنك الذي قتلته؟ ورد الامريكي بالنفي, وسأله القاضي مجددا: بحق الآله, لماذا قتلته اذن؟ ورد الامريكي بهدوء: ياسيدي انا مزارع, ورثت مزرعتي عن ابي الذي ورثها عن ابيه, نحن في هذه المزرعة منذ 105 سنوات, لم تكن المزرعة بهذه المساحة, فقد كانت صغيرة ولكن جيلا بعد جيل كنا نشتري ارضا مجاورة, ونقوم بتوسيعها كما كنا نقوم بتنويع محاصيلها. هذا العام زرعتها ذرة وبطاطا وخضاراً, ولم نوفر جهدا في العناية بها, اقترضت من البنك ثمن البذار والسماد والمبيدات وكنت اعرف انني سوف اقوم كالعادة بتسديد القرض. ان جميع المزارعين يفعلون ذلك, ولكن ياسيدي القاضي السماء لم تمطر هذا العام, هل هو ذنبي ان السماء لم تمطر؟ مع ذلك فإن البنك وضع يده على المزرعة, قال انه سوف يطرحها في المزاد, ولم تكن مزرعتي وحدها بل مزارع البلدة كلها, ان البنك لا يفعل شيئا باستثناء ان يقرضنا المال, نحن الذين نتعب في الزرع وفي الحصاد, ومع ذلك فإن البنك استولى عليها. قال ان مزارعنا لم تعد ملكنا, صارت ملكاً للبنك. عند هذا الحد فقد صبر القاضي, وعاد يسأل المزارع بغضب: ولكن لماذا قتلت مدير البنك وأنت لاتعرفه؟ ورد المزارع: اعرف انه يهودي ولهذا قتلته (!). الجنرال وامبراطورية الكذب ومحطة ثالثة واخيرة: الجنرال الروسي, النائب في الحزب الشيوعي البرت ماكاشوف وقف قبل ايام تحت قبة البرلمان الروسي (الدوما) ليعلن الحرب على (امبراطورية الكذب) قال ان اليهود في روسيا هم بناة هذه الامبراطورية, وانهم يحتلون في السلطة مساحة واسعة (نصف ديوان الرئاسة) لا تتناسب مع عددهم كأقلية, وقارن بين اليهود في روسيا وفي اسرائيل واشار الى ان اليهود في اسرائيل لم يمنحوا منصباً وزارياً واحداً للاقلية العربية, فلماذا يبيحون لانفسهم في روسيا مالا يبيحونه للعرب في دولتهم؟ ... والقيامة مازالت قائمة على الجنرال بتهمة معاداة السامية. المؤامرة على الارض هذه المحطات تشير الى ان في الغرب الامريكي كما في موسكو عداء لليهود, ليسوا لانهم اصحاب دين مختلف, بل لانهم كهنة المصارف والبنوك وقادة المرابين في العالم, اي انهم اصحاب مصالح ارضية تتناقض مع مصالح الاغلبية ولم يكن صدفة ان داعية مسيحيا بارزا هو القس الامريكي بات روبرتسون مؤسس (التجمع المسيحي) الذي يكاد يسيطر على الحزب الجمهوري في امريكا اكد ان هناك (مؤامرة) يهودية للسيطرة على العالم, واعطى مثلا بالاخوة روتشيلد, وكان اولهم يملك مصرفا في المانيا والثاني في انجلترا والثالث في فرنسا وعندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية كانت الاموال كلها تصب في واحد من بنوكهم سواء انتصر الحلفاء الغربيون او دول المحور... وكانت الحرب كلها مكاسب بالنسبة لهم ولعلهم من ساهم في اشعالها كما يعتقد روبرتسون. ما نشهده اليوم ليس صراع حضارات بل صراع مصالح ابطاله رجال الاقتصاد والسياسة وليس رجال الدين وميدانه فوق هذه الارض وليس في السموات السبع, ولعل البنوك وشركات الاستثمار الاسلامية تضيف جديدا الى قاموس هذا الصراع, من دون ان يغيب عن بالنا ان رسالة الاسلام لم تبلغ الصين بحد السيف, بل بأساطيل التجار... وقوافلهم.
ولعل هذا (الكلام الكبير) يجد هوى, قد يبلغ حد الهوس, لدى الاصوليين على الجانبين, المسلم والمسيحي, اذ ان الاثنين مازالا يحتفظان بمخزون من تراث الحروب الصليبية ولم ينقطعا يوما عن اعادة انتاجه بحلة عصرية, وبالتأكيد فإن هوليوود التي جمعت من تسميهم: المسيحيين المولودين. مرة ثانية مع اليهود هي أبرز مصانع أنتاج الصليبية الجديدة. فورد والبروتوكولات ولكن هذا (الكلام الكبير) ينطوي في غياهب رؤيته السوداء على كسل عظيم يؤكد ان المستقبل هو نسخة عن الماضي, ربما مطورة ومنقمة, وان التاريخ يعيد نفسه, وهو في احسن الاحوال تفكير رغائبي, يود ان يطوي صفحة الحاضر الغنية باحتمالاتها ليفتح مستودعات الماضي وهذه كانت مباحة وباستمرار للجميع بمن فيهم حرّاس المقابر. ونستعيد هذه الصور من الحاضر ومن الماضي القريب, لعلها تكون محطات على طريق اكتشاف مستقبل العلاقة بين الغرب والاسلام بما هي مصالح اولا وحضارة اخيرا. الصناعي الامريكي هنري فورد قام في عام 1922 بطبع عدة ملايين نسخة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون, وهو كتاب يكشف عن (مؤامرة) اليهود للسيطرة على العالم, فورد الامريكي هو ابو صناعة السيارات, كان يحتقر اليهود ولا يرى فيهم سوى رجال مصارف مرابين, اي انهم, وبالمفردات الاخلاقية للعالم الصناعي, طفيليون, معادون للانتاج وهم اقرب الى مصاصي الدماء. ليست شريعة موسى ما كان فورد يحتقره, بل تاجر البندقية. لماذا قتلته؟ مواطن امريكي من ولاية ساوث كارولينا حمل في عام 1986 بندقية الصيد ذات الفوّهة المزدوجة, ألقمها بخرطوشتين, واتجه الى المصرف الوحيد في بلدته الصغيرة, بعد ان اخفى البندقية تحت معطفه, وصل البنك واتجه على الفور الى مكتب المدير, فتح الباب, وعندما شاهد المدير خلف مكتبه, اخرج بندقيته وضغط على الزناد, عن مسافة مترين فتمزق جسد المدير إرباً, القاضي سأل المواطن الامريكي: هل تعرف مدير البنك الذي قتلته؟ ورد الامريكي بالنفي, وسأله القاضي مجددا: بحق الآله, لماذا قتلته اذن؟ ورد الامريكي بهدوء: ياسيدي انا مزارع, ورثت مزرعتي عن ابي الذي ورثها عن ابيه, نحن في هذه المزرعة منذ 105 سنوات, لم تكن المزرعة بهذه المساحة, فقد كانت صغيرة ولكن جيلا بعد جيل كنا نشتري ارضا مجاورة, ونقوم بتوسيعها كما كنا نقوم بتنويع محاصيلها. هذا العام زرعتها ذرة وبطاطا وخضاراً, ولم نوفر جهدا في العناية بها, اقترضت من البنك ثمن البذار والسماد والمبيدات وكنت اعرف انني سوف اقوم كالعادة بتسديد القرض. ان جميع المزارعين يفعلون ذلك, ولكن ياسيدي القاضي السماء لم تمطر هذا العام, هل هو ذنبي ان السماء لم تمطر؟ مع ذلك فإن البنك وضع يده على المزرعة, قال انه سوف يطرحها في المزاد, ولم تكن مزرعتي وحدها بل مزارع البلدة كلها, ان البنك لا يفعل شيئا باستثناء ان يقرضنا المال, نحن الذين نتعب في الزرع وفي الحصاد, ومع ذلك فإن البنك استولى عليها. قال ان مزارعنا لم تعد ملكنا, صارت ملكاً للبنك. عند هذا الحد فقد صبر القاضي, وعاد يسأل المزارع بغضب: ولكن لماذا قتلت مدير البنك وأنت لاتعرفه؟ ورد المزارع: اعرف انه يهودي ولهذا قتلته (!). الجنرال وامبراطورية الكذب ومحطة ثالثة واخيرة: الجنرال الروسي, النائب في الحزب الشيوعي البرت ماكاشوف وقف قبل ايام تحت قبة البرلمان الروسي (الدوما) ليعلن الحرب على (امبراطورية الكذب) قال ان اليهود في روسيا هم بناة هذه الامبراطورية, وانهم يحتلون في السلطة مساحة واسعة (نصف ديوان الرئاسة) لا تتناسب مع عددهم كأقلية, وقارن بين اليهود في روسيا وفي اسرائيل واشار الى ان اليهود في اسرائيل لم يمنحوا منصباً وزارياً واحداً للاقلية العربية, فلماذا يبيحون لانفسهم في روسيا مالا يبيحونه للعرب في دولتهم؟ ... والقيامة مازالت قائمة على الجنرال بتهمة معاداة السامية. المؤامرة على الارض هذه المحطات تشير الى ان في الغرب الامريكي كما في موسكو عداء لليهود, ليسوا لانهم اصحاب دين مختلف, بل لانهم كهنة المصارف والبنوك وقادة المرابين في العالم, اي انهم اصحاب مصالح ارضية تتناقض مع مصالح الاغلبية ولم يكن صدفة ان داعية مسيحيا بارزا هو القس الامريكي بات روبرتسون مؤسس (التجمع المسيحي) الذي يكاد يسيطر على الحزب الجمهوري في امريكا اكد ان هناك (مؤامرة) يهودية للسيطرة على العالم, واعطى مثلا بالاخوة روتشيلد, وكان اولهم يملك مصرفا في المانيا والثاني في انجلترا والثالث في فرنسا وعندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية كانت الاموال كلها تصب في واحد من بنوكهم سواء انتصر الحلفاء الغربيون او دول المحور... وكانت الحرب كلها مكاسب بالنسبة لهم ولعلهم من ساهم في اشعالها كما يعتقد روبرتسون. ما نشهده اليوم ليس صراع حضارات بل صراع مصالح ابطاله رجال الاقتصاد والسياسة وليس رجال الدين وميدانه فوق هذه الارض وليس في السموات السبع, ولعل البنوك وشركات الاستثمار الاسلامية تضيف جديدا الى قاموس هذا الصراع, من دون ان يغيب عن بالنا ان رسالة الاسلام لم تبلغ الصين بحد السيف, بل بأساطيل التجار... وقوافلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق