الملف السياسي ـ حكايات سياسية ـ التاريخ: 04 أكتوبر 2002
الجمعة 27 رجب 1423 هـ الموافق 4 أكتوبر 2002 في رواية
للالماني فرانز كافكا ينهض البطل في صبيحة احد الايام ليكتشف انه تحول الى
صرصار.. وهي رواية سياسية تكشف انه في ظل آلة القمع الضخمة التي تملكها
الدول المستبدة يتحول المواطنون الى صراصير مقلوبة على ظهورها وعاجزة عن
الفعل والحركة وتكاد تغيب عن الوعي. ولكن رئيس اللجنة الدولية للصليب
الاحمر جاكوب كيلينبرغر يبشرنا ان روايات القرن العشرين يمكن ان تتحول الى
واقع في القرن الحادي والعشرين.
فقد ينهض المواطن في احدى الدول ليكتشف انه عاجز عن التحكم بسلوكه وعن السيطرة على جهازه العصبي او انه قد لا ينهض ابداً بل يبقى غائبا عن الوعي، وكل هذا يمكن ان يتم بسرية تامة، عبر استخدام اسلحة بيولوجية متطورة، يمكن الحصول على موادها الاولية.. بالبريد اي انه لن يكون هناك حاجة لسرقتها او تهريبها فهي مواد بريئة (!) ما يمكن ان يحدث.. مرعب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ناشد الحكومات والعلماء في مقالة نشرها في جريدة «هيرالد تريبيون الدولية» في 27 سبتمبر ان يعملوا معا لدعم الالتزام بالقوانين الدولية الانسانية التي تمنع الاستخدام العدواني للتقنية البيولوجية ولفرض سيطرة فعالة على المعلومات والعناصر التي يمكن ان تشكل خطراً اذا تم استخدامها كسلاح. يقول كيلينبرغر: في المستقبل القريب ربما نشهد احتمالات مقلقة وهي تشمل استخدام عناصر بيولوجية تميز بين العرقيات والعناصر الاثنية. وكذلك الوسائل لنشر هذه العناصر سراً للتأثير على الطريقة الطبيعية لعمل الجسم البشري مثل الوعي والسلوك ودرجة حرارة الجسم والخصوبة لدى الانسان وكذلك نشر عناصر بيولوجية تؤثر على الزراعة او البنى التحتية للصناعة. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة يطرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الوجه المشرق للثورة البيولوجية في منع وعلاج الامراض وزيادة انتاج العالم من الغذاء، وتحسين ظروف حياة البشر. السلاح العرقي ولان هذه العبارات لا تصدر عن زعيم سياسي في اطار حملة دعاوية بل عن مسئول دولي يقود ابرز مؤسسات العمل التطوعي في العالم فإنها تستحق الوقوف عند بعض محطاتها المقلقة وابرزها استخدام عناصر بيولوجية تميز بين العرقيات والعناصر الاثنية. في هذا السياق يمكن العودة الى واقعتين كتبت حولهما عشرات التقارير وفي الاعلام الاميركي بالذات، الاولى هي محاولة وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» خلال حرب فيتنام تطوير سلاح بيولوجي يستهدف العرق الاصفر اي المقاتلين الفيتناميين من دون ان يلحق اي ضرر بالعرق الابيض الاميركي وللوصول الى هذه الغاية بدأت المختبرات الطبية الاميركية حملة ابحاث وتجارب استخدم خلالها السجناء السود وكذلك الاسرى من الفيتناميين لعزل «الانزيم» في العرقين الاصفر والاسود لمعرفة مدى استجابته للسلاح البيولوجي المطلوب، بحيث اذا تم قصف احدى المناطق بذلك السلاح فإن الجندي الابيض لن يتأثر بينما سوف يطارد الغاز القاتل الجندي الاصفر ويقضي عليه. وما يصح على العرق الاصفر يصح على الاعراق الاخرى، ويبدو من خلال التحذير الذي اطلقه رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان هذا السلاح البيولوجي تحول من خيال علمي الى واقع وان باستطاعة من يستخدم هذا السلاح ان يقضي على عرق بكاملة وان يحوله الى مجموعة من الصراصير المقلوبة على ظهورها. رحلة ذبابة المتوسط الواقعة الثانية يشير اليها رئيس اللجنة الدولية في حديثه عن نشر عناصر بيولوجية تؤثر على الزراعة وعلى البنى التحتية للصناعة ومن اشهر النماذج في هذا المجال هو الحملة البيولوجية التي قادتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي. اي. ايه» للقضاء على زراعة الحمضيات في كوبا، وهي زراعة تقترب في اهميتها من زراعة قصب السكر والتبغ في محاولة لاسقاط سلطة الرئيس فيديل كاسترو، وكان ابرز سلاح في هذه الحملة هو استخدام ذبابة يطلق عليها اسم «ذبابة البحر الابيض المتوسط». وقد نجحت غواصة اميركية في الاقتراب من الشواطيء الكوبية واطلاق اسراب من هذا الذباب، وكانت النتائج تفوق الخيال، فقد قضت تلك الذبابة على موسم الحمضيات في الجزيرة واتلفت انتاج الاف المزارعين وحرمت كاسترو من بضاعة رئيسية للتصدير. ولكن ووفقا لتقارير اميركية فإن ذبابة المتوسط نجحت بعد عامين في الوصول الى شواطيء فلوريدا الشهيرة بحمضياتها فعاثت فيها فساداً وكانت خسائر الولاية بالمليارات. العقم و... الاغتيال هذه الوقائع حدثت منذ عقود، ومع الثورة التقنية التي تحققت في مجال البيولوجيا، لا تعود الحكايات عن حلوى تؤدي الى اصابة آكلها بالعقم مبالغة في الخيال الشعبي ولعل العودة الى محاولة اسرائيل اغتيال القائد الفلسطيني خالد مشعل تكشف ان الرسائل المسمومة التي كان تستخدم قديما في الاغتيال قد حققت تطوراً كبيرا، فالملامسة لم تعد ضرورية والاشعة او الوخزة العابرة تكفي لقتل فيل بقلم: شوقي رافع
فقد ينهض المواطن في احدى الدول ليكتشف انه عاجز عن التحكم بسلوكه وعن السيطرة على جهازه العصبي او انه قد لا ينهض ابداً بل يبقى غائبا عن الوعي، وكل هذا يمكن ان يتم بسرية تامة، عبر استخدام اسلحة بيولوجية متطورة، يمكن الحصول على موادها الاولية.. بالبريد اي انه لن يكون هناك حاجة لسرقتها او تهريبها فهي مواد بريئة (!) ما يمكن ان يحدث.. مرعب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ناشد الحكومات والعلماء في مقالة نشرها في جريدة «هيرالد تريبيون الدولية» في 27 سبتمبر ان يعملوا معا لدعم الالتزام بالقوانين الدولية الانسانية التي تمنع الاستخدام العدواني للتقنية البيولوجية ولفرض سيطرة فعالة على المعلومات والعناصر التي يمكن ان تشكل خطراً اذا تم استخدامها كسلاح. يقول كيلينبرغر: في المستقبل القريب ربما نشهد احتمالات مقلقة وهي تشمل استخدام عناصر بيولوجية تميز بين العرقيات والعناصر الاثنية. وكذلك الوسائل لنشر هذه العناصر سراً للتأثير على الطريقة الطبيعية لعمل الجسم البشري مثل الوعي والسلوك ودرجة حرارة الجسم والخصوبة لدى الانسان وكذلك نشر عناصر بيولوجية تؤثر على الزراعة او البنى التحتية للصناعة. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة يطرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الوجه المشرق للثورة البيولوجية في منع وعلاج الامراض وزيادة انتاج العالم من الغذاء، وتحسين ظروف حياة البشر. السلاح العرقي ولان هذه العبارات لا تصدر عن زعيم سياسي في اطار حملة دعاوية بل عن مسئول دولي يقود ابرز مؤسسات العمل التطوعي في العالم فإنها تستحق الوقوف عند بعض محطاتها المقلقة وابرزها استخدام عناصر بيولوجية تميز بين العرقيات والعناصر الاثنية. في هذا السياق يمكن العودة الى واقعتين كتبت حولهما عشرات التقارير وفي الاعلام الاميركي بالذات، الاولى هي محاولة وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» خلال حرب فيتنام تطوير سلاح بيولوجي يستهدف العرق الاصفر اي المقاتلين الفيتناميين من دون ان يلحق اي ضرر بالعرق الابيض الاميركي وللوصول الى هذه الغاية بدأت المختبرات الطبية الاميركية حملة ابحاث وتجارب استخدم خلالها السجناء السود وكذلك الاسرى من الفيتناميين لعزل «الانزيم» في العرقين الاصفر والاسود لمعرفة مدى استجابته للسلاح البيولوجي المطلوب، بحيث اذا تم قصف احدى المناطق بذلك السلاح فإن الجندي الابيض لن يتأثر بينما سوف يطارد الغاز القاتل الجندي الاصفر ويقضي عليه. وما يصح على العرق الاصفر يصح على الاعراق الاخرى، ويبدو من خلال التحذير الذي اطلقه رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان هذا السلاح البيولوجي تحول من خيال علمي الى واقع وان باستطاعة من يستخدم هذا السلاح ان يقضي على عرق بكاملة وان يحوله الى مجموعة من الصراصير المقلوبة على ظهورها. رحلة ذبابة المتوسط الواقعة الثانية يشير اليها رئيس اللجنة الدولية في حديثه عن نشر عناصر بيولوجية تؤثر على الزراعة وعلى البنى التحتية للصناعة ومن اشهر النماذج في هذا المجال هو الحملة البيولوجية التي قادتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي. اي. ايه» للقضاء على زراعة الحمضيات في كوبا، وهي زراعة تقترب في اهميتها من زراعة قصب السكر والتبغ في محاولة لاسقاط سلطة الرئيس فيديل كاسترو، وكان ابرز سلاح في هذه الحملة هو استخدام ذبابة يطلق عليها اسم «ذبابة البحر الابيض المتوسط». وقد نجحت غواصة اميركية في الاقتراب من الشواطيء الكوبية واطلاق اسراب من هذا الذباب، وكانت النتائج تفوق الخيال، فقد قضت تلك الذبابة على موسم الحمضيات في الجزيرة واتلفت انتاج الاف المزارعين وحرمت كاسترو من بضاعة رئيسية للتصدير. ولكن ووفقا لتقارير اميركية فإن ذبابة المتوسط نجحت بعد عامين في الوصول الى شواطيء فلوريدا الشهيرة بحمضياتها فعاثت فيها فساداً وكانت خسائر الولاية بالمليارات. العقم و... الاغتيال هذه الوقائع حدثت منذ عقود، ومع الثورة التقنية التي تحققت في مجال البيولوجيا، لا تعود الحكايات عن حلوى تؤدي الى اصابة آكلها بالعقم مبالغة في الخيال الشعبي ولعل العودة الى محاولة اسرائيل اغتيال القائد الفلسطيني خالد مشعل تكشف ان الرسائل المسمومة التي كان تستخدم قديما في الاغتيال قد حققت تطوراً كبيرا، فالملامسة لم تعد ضرورية والاشعة او الوخزة العابرة تكفي لقتل فيل بقلم: شوقي رافع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق