سؤال: اذا كان بنيامين نتانياهو يعارض قيام الدولة الفلسطينية,
ويهدد باجتياح المدن الفلسطينية اذا اعلنت, واذا كان اليهود المتطرفون
جميعاً ضد قيام هذه الدولة, فان هذا يعني ان السلطة الفلسطينية ومعها شعب
فلسطين والشعوب العربية كلها هي مع قيام هذه الدولة, اليس كذلك ؟
جواب: لا ليس كذلك, لان نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا كان قادرا على ان يخرج من السجن بعد ايام فقط من اعتقاله لو قبل في حينه عرض حكومة الاقلية البيضاء بأن يتولى رئاسة اي (بانتوستان) اسود يختاره, ويقيم فوقه سلطته ودويلته, ولكن مانديلا رفض العرض, لان اقامة البانتوستانات كانت اقرب طريق الى الحروب الاهلية بين القبائل السوداء, بل ان عددا من هذه القبائل (المستقلة) داخل حدودها كان اكثر شراسة من البيض في مقاومة افكار مانديلا الذي اصر, وعلى مدى اكثر من ربع قرن, ان يحصل شعبه على حقوقه كلها وان يبني هذا الشعب دولته فوق ارضه كلها وبالتأكيد لا احد يطلب من الرئيس ياسر عرفات ان يتابع نضاله لتشمل دولته تل ابيب ايضا بالاضافة الى القدس, ولكن اعلان الدولة, بشروط يقبلها حزب العمل الاسرائيلي والادارة الامريكية, في ظل الوضع الفلسطيني والعربي الحالي, قد يعني ايضا النقيض, وهو زوال الدولة فور الاعلان عن قيامها, كيف؟ الحديث عن الصراع بين المسلمين والمسيحيين في مدينة الناصرة, وهو مازال مستمراً لا يفرح الوجدان ولا يسر الخاطر ولكن لابد منه لأنه يشكل دليلا لا يخطئ على مدى التردي الذي يمكن ان تبلغه الشعوب في حال غياب الوحدة الوطنية او تغييبها, او قمع اية محاولة لبعثها. ومن دون مواربة فان اسرائيل هي من افتعل هذا الخلاف, وهي المستفيدة منه, وعلى ما تروي تقارير غربية فان نتانياهو وعد المسلمين في المدينة بمنحهم الارض لبناء مسجد فوقه, يقابل الكنيسة, لقاء تجيير اصواتهم له في حملته الانتخابية (!), ووقعت الواقعة واشتبك المسلمون والمسيحيون في المدينة, بينما السلطة الفلسطينية عاجزة عن ان تقوم ولو بدور معنوي لاعادة الثقة بين فريقين لم يعرفا فتنة من هذا النوع منذ ميلاد السيد المسيح قبل عشرين قرناً, وهذه الفتنة الطائفية قد تكون قمة جبل الجليد الذي لا يظهر منه سوى رأسه, والمسؤول الاول هو السلطة الفلسطينية التي نجحت منذ اتفاقات اوسلو في تفتيت المجتمع الفلسطيني الى ما يزيد عن اربعين حزبا وتنظيما في المناطق (المحررة) والمحتلة, وباتت لعبتها المفضلة هي اختراع تنظيمات جديدة, وشق تنظيمات قائمة, وقمع مؤسسات المجتمع المدني التي اشعلت الانتفاضة وواجهت الاحتلال بقدرات تقترب من المعجزة. اما تقارير منظمات حقوق الانسان عن حالة هذه الحقوق في ظل السلطة الوطنية وشرطتها وأجهزة استخباراتها, فهي تعيدنا الى حكاية السكبان (وهي كلمة فارسية الاصل تتألف من مقطعي (سك) وتعني الكلب, و(بان) وتعني الحامي, والسكباني في الاصل (يحمل البندقية على ظهره ويقود الكلب ويمشي امام الامير حين يسير الى الصيد. ثم اطلق اللقب على الذين يبيعون خدماتهم القتالية لقاء المنصب او المال. ويضيف: استاذ تاريخ الادب الحديث في جامعة دمشق الدكتور عبدالكريم رافق: ولا يعرف المكان الاصلي للسكبان, ولكن يستفاد من عبارات متعددة للاخباري المترجم الدمشقي الحسن البوريني المتوفي عام 1615 ان السكبان ظهروا في بلاد الشام لاول مرة في سنجق نابلس, التابع لولاية الشام, وذلك في النصف الثاني من القرن السادس عشر في خدمة الوالي العثماني الذي استخدمهم لاخضاع سكان نابلس, ثم شاع استخدامهم في الربع الاول من القرن السابع عشر, من قبل الامراء الثائرين في بلاد الشام وقد وصف السكبان انهم متمرسون في فنون القتال) .
جواب: لا ليس كذلك, لان نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا كان قادرا على ان يخرج من السجن بعد ايام فقط من اعتقاله لو قبل في حينه عرض حكومة الاقلية البيضاء بأن يتولى رئاسة اي (بانتوستان) اسود يختاره, ويقيم فوقه سلطته ودويلته, ولكن مانديلا رفض العرض, لان اقامة البانتوستانات كانت اقرب طريق الى الحروب الاهلية بين القبائل السوداء, بل ان عددا من هذه القبائل (المستقلة) داخل حدودها كان اكثر شراسة من البيض في مقاومة افكار مانديلا الذي اصر, وعلى مدى اكثر من ربع قرن, ان يحصل شعبه على حقوقه كلها وان يبني هذا الشعب دولته فوق ارضه كلها وبالتأكيد لا احد يطلب من الرئيس ياسر عرفات ان يتابع نضاله لتشمل دولته تل ابيب ايضا بالاضافة الى القدس, ولكن اعلان الدولة, بشروط يقبلها حزب العمل الاسرائيلي والادارة الامريكية, في ظل الوضع الفلسطيني والعربي الحالي, قد يعني ايضا النقيض, وهو زوال الدولة فور الاعلان عن قيامها, كيف؟ الحديث عن الصراع بين المسلمين والمسيحيين في مدينة الناصرة, وهو مازال مستمراً لا يفرح الوجدان ولا يسر الخاطر ولكن لابد منه لأنه يشكل دليلا لا يخطئ على مدى التردي الذي يمكن ان تبلغه الشعوب في حال غياب الوحدة الوطنية او تغييبها, او قمع اية محاولة لبعثها. ومن دون مواربة فان اسرائيل هي من افتعل هذا الخلاف, وهي المستفيدة منه, وعلى ما تروي تقارير غربية فان نتانياهو وعد المسلمين في المدينة بمنحهم الارض لبناء مسجد فوقه, يقابل الكنيسة, لقاء تجيير اصواتهم له في حملته الانتخابية (!), ووقعت الواقعة واشتبك المسلمون والمسيحيون في المدينة, بينما السلطة الفلسطينية عاجزة عن ان تقوم ولو بدور معنوي لاعادة الثقة بين فريقين لم يعرفا فتنة من هذا النوع منذ ميلاد السيد المسيح قبل عشرين قرناً, وهذه الفتنة الطائفية قد تكون قمة جبل الجليد الذي لا يظهر منه سوى رأسه, والمسؤول الاول هو السلطة الفلسطينية التي نجحت منذ اتفاقات اوسلو في تفتيت المجتمع الفلسطيني الى ما يزيد عن اربعين حزبا وتنظيما في المناطق (المحررة) والمحتلة, وباتت لعبتها المفضلة هي اختراع تنظيمات جديدة, وشق تنظيمات قائمة, وقمع مؤسسات المجتمع المدني التي اشعلت الانتفاضة وواجهت الاحتلال بقدرات تقترب من المعجزة. اما تقارير منظمات حقوق الانسان عن حالة هذه الحقوق في ظل السلطة الوطنية وشرطتها وأجهزة استخباراتها, فهي تعيدنا الى حكاية السكبان (وهي كلمة فارسية الاصل تتألف من مقطعي (سك) وتعني الكلب, و(بان) وتعني الحامي, والسكباني في الاصل (يحمل البندقية على ظهره ويقود الكلب ويمشي امام الامير حين يسير الى الصيد. ثم اطلق اللقب على الذين يبيعون خدماتهم القتالية لقاء المنصب او المال. ويضيف: استاذ تاريخ الادب الحديث في جامعة دمشق الدكتور عبدالكريم رافق: ولا يعرف المكان الاصلي للسكبان, ولكن يستفاد من عبارات متعددة للاخباري المترجم الدمشقي الحسن البوريني المتوفي عام 1615 ان السكبان ظهروا في بلاد الشام لاول مرة في سنجق نابلس, التابع لولاية الشام, وذلك في النصف الثاني من القرن السادس عشر في خدمة الوالي العثماني الذي استخدمهم لاخضاع سكان نابلس, ثم شاع استخدامهم في الربع الاول من القرن السابع عشر, من قبل الامراء الثائرين في بلاد الشام وقد وصف السكبان انهم متمرسون في فنون القتال) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق