من الملف السياسي الأسبوعي: حكايات سياسية: بقلم: شوقي رافع-التاريخ: 05 يوليو 1998
الرائد الركن (ليوا تشاويانج) هي ابنة الجنرال الصيني (هانج
وينج)الجنرال شارك الزعيم ماوتسي تونج في (المسيرة الطويلة) لتحرير الصين,
كما كان احد ابطال الحرب الكورية. واستحق بجدارة ان يحتل مركزا بارزا في
صنع القرار السياسي عندما تم انتخابه عضوا في اللجنة العسكرية المركزية
للحزب الشيوعي, قبل ان يحال الى التقاعد في العام الماضي. ابنة الجنرال
(ليوا) تفوقت وفي سن مبكرة على ابيها, عندما خصّها الرئيس الصيني جيانج
زيمين, في خلال مؤتمره الصحافي مع الرئيس بيل كلينتون في بكين, بفقرتين
طويلتين نفى فيهما ما تناولته الصحف الاجنبية مؤخرا بشأن تورط الصين في
تبرعات سياسية للولايات المتحدة, وقال: ان هذه المزاعم محض اختلاقات, واضاف
مؤكدا: (ان الصين لا تفعل مثل هذا الشيء ابدا, وهي لا تتدخل مطلقا في
الشؤون الداخلية للدول الاخرى) .
وجاء حديث الرئيس الصيني تتويجا لمسيرة الألف ميل التي قطعتها الابنة (ليوا) في مجاهل الاعلام الامريكي. عسكرية و... سيدة اعمال وفي التفاصيل ان ابنة الجنرال التي تحمل رتبة رائد ركن في جيش التحرير الشعبي تحتل في الوقت نفسه منصب نائب الرئيس في شركة صينية مسجلة في هونج كونج وهي احدى واجهات شركة (الفضائيات) الصينية, وقد انتقلت (ليوا) الى الولايات المتحدة باعتبارها سيدة اعمال مهمتها ترويج اعمال شركتها بالمشاركة مع شركات امريكية تعمل في مجال الاقمار الصناعية والفضائيات, وقد وجدت ضالتها في شركة (لورال وهيوز) العملاقة, حيث تمّ الاتفاق بين الشركتين الامريكية والصينية على تقديم خدمة للزبائن وهي اطلاق اقمار صناعية الى الفضاء, على ان تقوم شركة (لورال) بتصنيع الاقمار, اما الشركة الصينية فتقدم الصواريخ من نوع (المسيرة الطويلة) لإطلاق هذه الاقمار في المدارات المطلوبة. ... وحتى عام 1969 سار الحال بين الشريكين على احسن منوال, الا انه في ذلك العام حدث وان سقط صاروخ من نوع (المسيرة الطويلة) بينما كان يحمل قمرا صناعيا, وفي اثناء التحقيق بأسباب سقوط الصاروخ, تبين ان الصاروخ الصيني مزود باجهزة توجيه امريكية معقدة, ويحظر القانون الامريكي بيعها لدولة اجنبية, وبدأ القضاء الامريكي سلسلة تحقيقات مع الشركة الامريكية باعتبارها ارتكبت جناية يفرض عليها القانون اقسى العقوبات. مفاجآت و... فضيحة مجلجلة الشركة الامريكية لاذت بالصمت على أمل ان تجرف انتخابات الرئاسة الامريكية اهتمام الرأي العام بكل ما عداها, غير ان الانتخابات نفسها عملت مفاجآت اخرى, اذ اكتشف الحزب الجمهوري المنافس للمرشح كلينتون ان المدير التنفيذي لشركة (لورال) قدم للحزب الديمقراطي مبلغ 632 الف دولار, وهو اكبر مساهمة تلقاها كلينتون من متبرع واحد. الناطق باسم مجلس النواب عن الحزب الجمهوري (نيوت غينفريتش) وصف الاكتشاف بأنه فضيحة مجلجلة, وقال ان شركة لورال قدمت هذا التبرع السخي لحملة الرئيس كلينتون لقاء (خدمات) يتبادلها الرئيس مع الشركة, من بينها تسهيل تصدير التكنولوجيا المتطورة الى الصين, وخلافا للقانون. جامع التبرعات يعترف اما القشّة التي قصمت ظهر البعير, كما يقال, فقد جاءت من وزارة العدل الامريكية التي كشفت عن اعترافات ادلى بها قيادي بارز في حملة جمع التبرعات للحزب الديمقراطي. وقال فيها انه حصل على مبلغ (200) الف دولار تبرعات من الرائد الركن (ليوا) ابنة الجنرال الصيني (!). صاحب الاعترافات هو (جوني تشانج) الامريكي من اصل صيني, وقد ابلغ المحققين ان (ليوا) وعدت بتقديم مبلغ مليوني دولار لدعم الرئيس بيل كلينتون في حملته الانتخابية, وانه بالمقابل صحبها الى حفل في مدينة لوس انجلوس حضره الرئيس كلينتون, وفي ذلك الحفل وقفت (ليوا) الى جانب الرئيس تبتسم.. في لقطة تذكارية (!). ... وكان زيمين يبتسم ... وقامت القيامة ولم تقعد, الناطق باسم البيت الابيض نفى بشدة وجود اية علاقة بين التبرعات الصينية وبين التسهيلات التي قدمتها الادارة للشركات الامريكية في رفع الحظر عن استخدام صواريخ صينية لإطلاق اقمار امريكية. شركة (لورال) بدورها خرجت عن صمتها واكد الناطق باسمها ان جميع العمليات والنشاطات التي قامت بها مع الصينيين, ومنذ ولاية الرئيس الجمهوري جورج بوش.. هي عمليات قانونية, وعددها يصل الى (16) مشروعا. وزارة الخارجية الصينية دخلت حملة النفي بقوة وقالت انه نتيجة لتحقيقات مطولة قامت بها حول اعمال الشركة في هونج كونج تبين انه لا صحة على الاطلاق للمزاعم التي تربط بين تبرعات من جهات صينية وبين محاولة التدخل في السياسة الامريكية, وقالت الخارجية (نحن لا نعقل هذا ابدا) . ... وبعد عامين, وبحضور الرئيس كلينتون, اكد الرئيس الصيني امام عدسات التلفزيون (لقد اجرينا تحقيقا جادا في هذه المسألة, وقد بينت نتائج التحقيقات ان شيئا من هذا لم يحدث قط) . وكان الرئيس زيمين يبتسم (!). حروب الكولا بين نيكسون وكلينتون ويبقى السؤال: هل نجحت الصين في شراء قطعة من كعكة الديمقراطية الامريكية؟ الاجابة تعود بنا الى مطلع السبعينات, عندما قام الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون بأول زيارة للصين, كان الحديث يومئذ عن الانتصار الطاغي الذي حققته شركة (كوكا كولا) , فالشركة محسوبة على الحزب الجمهوري وشاركت الرئيس نيكسون في اختراق السور العظيم واقتحام اسواق الصين. اما في خلال زيارة الرئيس كلينتون فقد كانت (بيبسي كولا) المحسوبة على الديمقراطيين هي النجم الساطع في سماء الصين, حيث ذكر تقرير لوكالة (رويترز) من بكين ان شركة بيبسي كولا هي اليوم اكبر مستثمر امريكي في الصين وقد بدأت نشاطاتها قبل خمس سنوات بافتتاح اول سلسلة للوجبات السريعة لمطاعم دجاج كنتاكي...وبالتأكيد فان ابنة الجنرال تعشق الديمقراطية و... الوجبات السريعة.
وجاء حديث الرئيس الصيني تتويجا لمسيرة الألف ميل التي قطعتها الابنة (ليوا) في مجاهل الاعلام الامريكي. عسكرية و... سيدة اعمال وفي التفاصيل ان ابنة الجنرال التي تحمل رتبة رائد ركن في جيش التحرير الشعبي تحتل في الوقت نفسه منصب نائب الرئيس في شركة صينية مسجلة في هونج كونج وهي احدى واجهات شركة (الفضائيات) الصينية, وقد انتقلت (ليوا) الى الولايات المتحدة باعتبارها سيدة اعمال مهمتها ترويج اعمال شركتها بالمشاركة مع شركات امريكية تعمل في مجال الاقمار الصناعية والفضائيات, وقد وجدت ضالتها في شركة (لورال وهيوز) العملاقة, حيث تمّ الاتفاق بين الشركتين الامريكية والصينية على تقديم خدمة للزبائن وهي اطلاق اقمار صناعية الى الفضاء, على ان تقوم شركة (لورال) بتصنيع الاقمار, اما الشركة الصينية فتقدم الصواريخ من نوع (المسيرة الطويلة) لإطلاق هذه الاقمار في المدارات المطلوبة. ... وحتى عام 1969 سار الحال بين الشريكين على احسن منوال, الا انه في ذلك العام حدث وان سقط صاروخ من نوع (المسيرة الطويلة) بينما كان يحمل قمرا صناعيا, وفي اثناء التحقيق بأسباب سقوط الصاروخ, تبين ان الصاروخ الصيني مزود باجهزة توجيه امريكية معقدة, ويحظر القانون الامريكي بيعها لدولة اجنبية, وبدأ القضاء الامريكي سلسلة تحقيقات مع الشركة الامريكية باعتبارها ارتكبت جناية يفرض عليها القانون اقسى العقوبات. مفاجآت و... فضيحة مجلجلة الشركة الامريكية لاذت بالصمت على أمل ان تجرف انتخابات الرئاسة الامريكية اهتمام الرأي العام بكل ما عداها, غير ان الانتخابات نفسها عملت مفاجآت اخرى, اذ اكتشف الحزب الجمهوري المنافس للمرشح كلينتون ان المدير التنفيذي لشركة (لورال) قدم للحزب الديمقراطي مبلغ 632 الف دولار, وهو اكبر مساهمة تلقاها كلينتون من متبرع واحد. الناطق باسم مجلس النواب عن الحزب الجمهوري (نيوت غينفريتش) وصف الاكتشاف بأنه فضيحة مجلجلة, وقال ان شركة لورال قدمت هذا التبرع السخي لحملة الرئيس كلينتون لقاء (خدمات) يتبادلها الرئيس مع الشركة, من بينها تسهيل تصدير التكنولوجيا المتطورة الى الصين, وخلافا للقانون. جامع التبرعات يعترف اما القشّة التي قصمت ظهر البعير, كما يقال, فقد جاءت من وزارة العدل الامريكية التي كشفت عن اعترافات ادلى بها قيادي بارز في حملة جمع التبرعات للحزب الديمقراطي. وقال فيها انه حصل على مبلغ (200) الف دولار تبرعات من الرائد الركن (ليوا) ابنة الجنرال الصيني (!). صاحب الاعترافات هو (جوني تشانج) الامريكي من اصل صيني, وقد ابلغ المحققين ان (ليوا) وعدت بتقديم مبلغ مليوني دولار لدعم الرئيس بيل كلينتون في حملته الانتخابية, وانه بالمقابل صحبها الى حفل في مدينة لوس انجلوس حضره الرئيس كلينتون, وفي ذلك الحفل وقفت (ليوا) الى جانب الرئيس تبتسم.. في لقطة تذكارية (!). ... وكان زيمين يبتسم ... وقامت القيامة ولم تقعد, الناطق باسم البيت الابيض نفى بشدة وجود اية علاقة بين التبرعات الصينية وبين التسهيلات التي قدمتها الادارة للشركات الامريكية في رفع الحظر عن استخدام صواريخ صينية لإطلاق اقمار امريكية. شركة (لورال) بدورها خرجت عن صمتها واكد الناطق باسمها ان جميع العمليات والنشاطات التي قامت بها مع الصينيين, ومنذ ولاية الرئيس الجمهوري جورج بوش.. هي عمليات قانونية, وعددها يصل الى (16) مشروعا. وزارة الخارجية الصينية دخلت حملة النفي بقوة وقالت انه نتيجة لتحقيقات مطولة قامت بها حول اعمال الشركة في هونج كونج تبين انه لا صحة على الاطلاق للمزاعم التي تربط بين تبرعات من جهات صينية وبين محاولة التدخل في السياسة الامريكية, وقالت الخارجية (نحن لا نعقل هذا ابدا) . ... وبعد عامين, وبحضور الرئيس كلينتون, اكد الرئيس الصيني امام عدسات التلفزيون (لقد اجرينا تحقيقا جادا في هذه المسألة, وقد بينت نتائج التحقيقات ان شيئا من هذا لم يحدث قط) . وكان الرئيس زيمين يبتسم (!). حروب الكولا بين نيكسون وكلينتون ويبقى السؤال: هل نجحت الصين في شراء قطعة من كعكة الديمقراطية الامريكية؟ الاجابة تعود بنا الى مطلع السبعينات, عندما قام الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون بأول زيارة للصين, كان الحديث يومئذ عن الانتصار الطاغي الذي حققته شركة (كوكا كولا) , فالشركة محسوبة على الحزب الجمهوري وشاركت الرئيس نيكسون في اختراق السور العظيم واقتحام اسواق الصين. اما في خلال زيارة الرئيس كلينتون فقد كانت (بيبسي كولا) المحسوبة على الديمقراطيين هي النجم الساطع في سماء الصين, حيث ذكر تقرير لوكالة (رويترز) من بكين ان شركة بيبسي كولا هي اليوم اكبر مستثمر امريكي في الصين وقد بدأت نشاطاتها قبل خمس سنوات بافتتاح اول سلسلة للوجبات السريعة لمطاعم دجاج كنتاكي...وبالتأكيد فان ابنة الجنرال تعشق الديمقراطية و... الوجبات السريعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق