حكايات سياسية:أرانب السلام في حماية(السي. آي. ايه)... وضرب بقبضته على الطاولة، الشق الأمني في الاتفاق يمنح الليكود حتى إعادة كتابة تاريخ المسلمين: بقلم ـ شوقي رافع - التاريخ: 30 أكتوبر 1998
يمنح الشق الامني في اتفاق(واي) حكومة الليكود والحق في اعادة
كتابة تاريخ المسلمين والحق في منع الزكاة(!). واذا كانت هذه الحقوق تبدو
لا معقولة فهي جزء من المسرحية اللامعقولة التي تتابعت فصولها على ضفة
النهر (واي)واضطرت البطل الامريكي بيل كلينتون ان يضرب بقبضته على الطاولة ,
في احد المشاهد, وهو يصرخ بغضب: لم اشاهد في حياتي مساومات كهذه, وهو ما
اثار (نخوة) كبير مساعديه, فاندفع الى مدير مكتب نتانياهو داني نافيه
وأمسكه من ياقة قميصه, وهو يزمجر: اسمع اذا كان الرئيس لا يستطيع ان
يتكلم... فانا استطيع).
وهنا عودة الى هذا الفيلم الامريكي الطويل بداية من الخاتمة. (لتجدن أشدّ الناس عداوة) ينص البند الثالث من الشق الامني في اتفاقية (واي) وتحت عنوان (منع التحريض) على الآتي: استناداً الى العرف الدولي ذي الصلة ووفقا للمادة الثانية والعشرين من الاتفاق الموقع والمذكرة للسجل, سيصدر الجانب الفلسطيني مرسوما يحظر كل اشكال التحريض على العنف او الارهاب, ويؤسس آليات للتصرف في صورة منظمة ضد كل تعبيرات العنف او الارهاب او التهديد بها, سيكون هذا التشريع مشابها للتشريع الاسرائيلي القائم الذي يتعامل مع الموضوع نفسه. ستجتمع لجنة امريكية ـ فلسطينية ــ اسرائيلية على اساس منتظم لرصد حالات التحريض المحتمل على العنف او الارهاب ولتضع توصيات وتقارير بشأن كيفية منع مثل هذا التحريض. سيعين كل من الجانب الاسرائيلي والفلسطيني والامريكي اخصائيا في الاعلام, وممثلا لتطبيق القانون, واخصائيا في التعليم, ومسؤولا حاليا او سابقا منتخباً في اللجنة...) . وبالتأكيد فان (كل تعبيرات العنف او الارهاب) يقصد بها تلك العبارات الموجهة ضد اليهود, فإذا حدث مثلا ان خطيباًفي المسجد أراد ان يقرأ الآية الكريمة (ضربت عليهم الذلّة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) , اذا قرأ خطيب الجمعة هذه الآية فان من حق الخبير والمراقب الاسرائيلي ان يشكو الى المراقب الامريكي من التحريض الذي يقوم به خطيب المسجد ضد اليهود الذين نزلت هذه الآية الكريمة في وصفهم, وعندئذ من حق المراقب الامريكي ان يطلب من المراقب الفلسطيني اعتقال الخطيب بتهمة التحريض. ولكن لعلّ الامور لن تكون بهذه البساطة, اذا قرر كاتب عمود في صحيفة, ان يبدأ عموده بالآية الكريمة (لتجدنّ اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدنّ اقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون) . فالمراقب اليهودي سوف يقوم بترجمة الآية للانجليزية كي يفهمها الامريكي, وهذا لن يكون بوسعه ان يطلب من المراقب الفلسطيني حذف الآية الكريمة التي تصف النصارى, وهو منهم, بأنهم اقربهم مودّة الى المسلمين, الا اذا قرر ان يخرج من جلده, وقد يفعل (!). اما حول حق الليكود في تعديل التاريخ بموجب الشق الامني لاتفاق واي, فهو يبدأ من غزوة الخندق... وربما حتى من تاريخ سليمان. الزكاة والبنية التحتية وتصل الى الزكاة, وهذه باختصار تعتبر جزءا من (البنية التحتية) للمقاومة الاسلامية في الارض المحتلة, فالمقاومة تقوم بانشاء ورعاية عدد من المؤسسات التعليمية والطبية والخيرية للمحتاجين وفي طليعتهم عائلات الشهداء والمعتقلين, وتمويل هذه المؤسسات يتم عبر زكاة يدفعها القادرون, او تبرعات من جماعات مازالت تهتم بمصير القدس والمسجد الأقصى, واتفاق (واي) يدعو وفي اكثر من بند الى ضرب البنية التحتية (للارهاب) . وفي طليعتها هذه المؤسسات المدنية والخيرية, وعندئذ لا يعود امام اهل الخير من خيار: فإما ان يمتنعوا عن دفع الزكاة, او ان يدفعوها لصندوق الحكم الذاتي, وهذا الصندوق مازالت ملايينه ضائعة بين القبائل الحاكمة. هذا في الاطار النظري للاتفاق, اما على الصعيد العملي فان الرئيس ياسر عرفات, ووفقاً لتقارير غربية, سلّم الرئيس كلينتون قائمة بأسماء (16) ناشطاً متطرفاً امر شخصيا باعتقالهم, قبل توقيع الاتفاق, يضاف اليهم قتيل فلسطيني من حركة فتح برصاص جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية, ثم حملة اعتقالات اخرى لم توفر خطيب المسجد الأقصى حامد البيتاوي.. ... وعندما يسقط الشاب وسيم يوسف الطريفي عضو حركة فتح التي يرأسها ياسر عرفات برصاص جهاز امن الدولة اية دولة؟ التي يرأسها عرفات فان اللامعقول يأخذ بعداً واقعياً دائماً, يكشف عن فصول اخرى سوف تتوالى بعد انتقال مسرح العمليات من ضفة (واي) الى غزة والضفة الغربية. (السي. آي. ايه) والدور الجديد اما اكثر فصول هذا الفيلم الامريكي الطويل اثارة فهو ظهور وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية, وربما للمرة الاولى في تاريخها, لتشارك علنا في صناعة وحماية ارانب السلام الخارجة من قبّعة الساحر ارييل شارون, على ضفة نهر (الواي) . وكي نتعرف الى مواهب هذا البطل الجديد تكفي الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية تنفق سنويا مبلغ (29) مليار دولار على أجهزة استخباراتها, البشرية والتقنية, وان (السي. آي. ايه) كانت تحصل على (10) بالمائة من هذا المبلغ اي حوالي ثلاثة مليارات سنويا, ولكن الكونجرس, ومع الدور الجديد الذي سوف تلعبه الوكالة على مسرح احداث الشرق الاوسط منح الوكالة مبلغ (1,8) مليار دولار اضافيا كي يطمئن الى ان الوكالة سوف تكون قادرة على منافسة هوليوود في انتاج (احقاد رامبو) . ... ولعله لم يكن صدفة ان المتظاهرين الذين شيّعوا الشاب الطريفي رفعوا لافتات وهتفوا بشعارات يتهمون فيها جهاز امن الدولة الفلسطيني العسكري ـ رئيسه بالمناسبة موسى عرفات ـ بأنه عميل (للسي. آي. ايه) . سابقا كان المتظاهرون يتهمون (الموساد) ... وبالتأكيد فان الرئيس كلينتون يستحق الثناء بعد ان تبرع بالكشف عن وجه البطل الحقيقي (!).
وهنا عودة الى هذا الفيلم الامريكي الطويل بداية من الخاتمة. (لتجدن أشدّ الناس عداوة) ينص البند الثالث من الشق الامني في اتفاقية (واي) وتحت عنوان (منع التحريض) على الآتي: استناداً الى العرف الدولي ذي الصلة ووفقا للمادة الثانية والعشرين من الاتفاق الموقع والمذكرة للسجل, سيصدر الجانب الفلسطيني مرسوما يحظر كل اشكال التحريض على العنف او الارهاب, ويؤسس آليات للتصرف في صورة منظمة ضد كل تعبيرات العنف او الارهاب او التهديد بها, سيكون هذا التشريع مشابها للتشريع الاسرائيلي القائم الذي يتعامل مع الموضوع نفسه. ستجتمع لجنة امريكية ـ فلسطينية ــ اسرائيلية على اساس منتظم لرصد حالات التحريض المحتمل على العنف او الارهاب ولتضع توصيات وتقارير بشأن كيفية منع مثل هذا التحريض. سيعين كل من الجانب الاسرائيلي والفلسطيني والامريكي اخصائيا في الاعلام, وممثلا لتطبيق القانون, واخصائيا في التعليم, ومسؤولا حاليا او سابقا منتخباً في اللجنة...) . وبالتأكيد فان (كل تعبيرات العنف او الارهاب) يقصد بها تلك العبارات الموجهة ضد اليهود, فإذا حدث مثلا ان خطيباًفي المسجد أراد ان يقرأ الآية الكريمة (ضربت عليهم الذلّة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) , اذا قرأ خطيب الجمعة هذه الآية فان من حق الخبير والمراقب الاسرائيلي ان يشكو الى المراقب الامريكي من التحريض الذي يقوم به خطيب المسجد ضد اليهود الذين نزلت هذه الآية الكريمة في وصفهم, وعندئذ من حق المراقب الامريكي ان يطلب من المراقب الفلسطيني اعتقال الخطيب بتهمة التحريض. ولكن لعلّ الامور لن تكون بهذه البساطة, اذا قرر كاتب عمود في صحيفة, ان يبدأ عموده بالآية الكريمة (لتجدنّ اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدنّ اقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون) . فالمراقب اليهودي سوف يقوم بترجمة الآية للانجليزية كي يفهمها الامريكي, وهذا لن يكون بوسعه ان يطلب من المراقب الفلسطيني حذف الآية الكريمة التي تصف النصارى, وهو منهم, بأنهم اقربهم مودّة الى المسلمين, الا اذا قرر ان يخرج من جلده, وقد يفعل (!). اما حول حق الليكود في تعديل التاريخ بموجب الشق الامني لاتفاق واي, فهو يبدأ من غزوة الخندق... وربما حتى من تاريخ سليمان. الزكاة والبنية التحتية وتصل الى الزكاة, وهذه باختصار تعتبر جزءا من (البنية التحتية) للمقاومة الاسلامية في الارض المحتلة, فالمقاومة تقوم بانشاء ورعاية عدد من المؤسسات التعليمية والطبية والخيرية للمحتاجين وفي طليعتهم عائلات الشهداء والمعتقلين, وتمويل هذه المؤسسات يتم عبر زكاة يدفعها القادرون, او تبرعات من جماعات مازالت تهتم بمصير القدس والمسجد الأقصى, واتفاق (واي) يدعو وفي اكثر من بند الى ضرب البنية التحتية (للارهاب) . وفي طليعتها هذه المؤسسات المدنية والخيرية, وعندئذ لا يعود امام اهل الخير من خيار: فإما ان يمتنعوا عن دفع الزكاة, او ان يدفعوها لصندوق الحكم الذاتي, وهذا الصندوق مازالت ملايينه ضائعة بين القبائل الحاكمة. هذا في الاطار النظري للاتفاق, اما على الصعيد العملي فان الرئيس ياسر عرفات, ووفقاً لتقارير غربية, سلّم الرئيس كلينتون قائمة بأسماء (16) ناشطاً متطرفاً امر شخصيا باعتقالهم, قبل توقيع الاتفاق, يضاف اليهم قتيل فلسطيني من حركة فتح برصاص جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية, ثم حملة اعتقالات اخرى لم توفر خطيب المسجد الأقصى حامد البيتاوي.. ... وعندما يسقط الشاب وسيم يوسف الطريفي عضو حركة فتح التي يرأسها ياسر عرفات برصاص جهاز امن الدولة اية دولة؟ التي يرأسها عرفات فان اللامعقول يأخذ بعداً واقعياً دائماً, يكشف عن فصول اخرى سوف تتوالى بعد انتقال مسرح العمليات من ضفة (واي) الى غزة والضفة الغربية. (السي. آي. ايه) والدور الجديد اما اكثر فصول هذا الفيلم الامريكي الطويل اثارة فهو ظهور وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية, وربما للمرة الاولى في تاريخها, لتشارك علنا في صناعة وحماية ارانب السلام الخارجة من قبّعة الساحر ارييل شارون, على ضفة نهر (الواي) . وكي نتعرف الى مواهب هذا البطل الجديد تكفي الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية تنفق سنويا مبلغ (29) مليار دولار على أجهزة استخباراتها, البشرية والتقنية, وان (السي. آي. ايه) كانت تحصل على (10) بالمائة من هذا المبلغ اي حوالي ثلاثة مليارات سنويا, ولكن الكونجرس, ومع الدور الجديد الذي سوف تلعبه الوكالة على مسرح احداث الشرق الاوسط منح الوكالة مبلغ (1,8) مليار دولار اضافيا كي يطمئن الى ان الوكالة سوف تكون قادرة على منافسة هوليوود في انتاج (احقاد رامبو) . ... ولعله لم يكن صدفة ان المتظاهرين الذين شيّعوا الشاب الطريفي رفعوا لافتات وهتفوا بشعارات يتهمون فيها جهاز امن الدولة الفلسطيني العسكري ـ رئيسه بالمناسبة موسى عرفات ـ بأنه عميل (للسي. آي. ايه) . سابقا كان المتظاهرون يتهمون (الموساد) ... وبالتأكيد فان الرئيس كلينتون يستحق الثناء بعد ان تبرع بالكشف عن وجه البطل الحقيقي (!).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق