الملف السياسي ـ البعد الديني الأمريكي في حرب الأقصى, مرجعية مدريد تنتهي عندما تصبح الأرض ملكا للسماء - التاريخ: 06 أكتوبر 2000
في يوم من الأيام سيسألنا أولادنا وأحفادنا عما فعلناه من اجل
حماية الهيكل ويجب ان يكون لدينا جواب مقنع ننام به ونحن مرتاحو الضمير,
فهذه البقعة المقدسة هي ملك لله وليس لنا, وقعت في ايدينا كأمانة في
اعناقنا, وليس من حق احد منا ان يفرط بها. العبارات أطلقها المدير العام
لاتحاد المنظمات اليهودية في أمريكا مالكولم هونلاين, بعد سقوط 7 قتلى و200
جريح فلسطيني في المسجد الاقصى اثر زيارة أرييل شارون, بطل مذابح صبرا
وشاتيلا.
قبل يوم واحد الى الحرم القدسي الشريف, وهذا البعد اليهودي الامريكي لحرب المسجد الاقصى ملفت في حماسته واندفاعه لأنه كان موجها بشكل خاص ضد رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك الذي اعتبر ان القدس موضوع قابل للتفاوض بقطع النظر عن نواياه, وعن تعريفه للقدس, وفيما اذا كانت تشمل الحرم القدسي الشريف أم انها تبدأ من ضاحية ابو ديس. والحماسة اليهودية الامريكية ملفتة ايضا لأنها قطعت الطريق على مشروع امريكي ـ اسرائيلي مشترك يمنح الفلسطينيين (وصاية) على الحرم القدسي الشريف, و(سيادة) اسرائيلية على ما تحت الحرم, أي حق التنقيب بحثا عن بقايا الهيكل الثاني, تمهيدا لاعادة بناء الهيكل الثالث. وهذه الحماسة اليهودية الامريكية ملفتة أخيرا لأنها استخدمت مفردات سماوية تلغي كل القواميس الارضية, وفي صلبها.. (الاراضي المتنازع عليها) , وهو ما تقوم عليه كل القرارات الدولية, فتزعم ان (هذه البقعة المقدسة هي ملك لله وليس لنا) فتلغي المفاوضات على الارض وتحيلها الى مملكة السماء! بين الارض والسماء ومن هنا فإن هذه الحماسة الامريكية اليهودية تستحق اكثر من وقفة لأنها تنتقل دفعة واحدة من الانحياز الى اسرائيل كأرض وبقعة جغرافية يقطنها اليهود الى عالم سماوي يكتمل مع بناء الهيكل الثالث بانتظار قيامة المسيح اليهودي, ولعل مدير عام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية اسرائيل هاريل يوضح هذا الفرق بين الاسرائيلي وبين اليهودي, حين يقول: هناك ما يفرق بين اليهودي والاسرائيلي, انها المواجهة, اليهودي يريد ان يعيش وفقا للعهد القديم, اما الاسرائيلي فإنه عديم الاهتمام تقريبا انه يبدو اقرب الى ان يكون تابعا لثقافة الغرب, وبالنسبة لكثير من هؤلاء الاسرائيليين فإن ارض اسرائيل ليست اكثر من صدفة بيوغرافية, انهم يعيشون حياة لائقة هنا, ولكن اذا عرضت عليهم وظيفة افضل في مكان آخر في الخارج فإنهم ببساطة سوف يحزمون حقائبهم ويرحلون. ان (أرض اسرائيل) لا تعني الا القليل بالنسبة لهم, ان الصهاينة العمال ابناء الهجرة الثالثة احضروا معهم ثقافة في معظمها مستوردة وقد وصلنا معهم اليوم الى نهاية الايديولوجيا, ويبدو واضحا انه من دون الايمان بالقيم المطلقة فإن فراغا سيحصل وستملؤه القيم المادية, ان أية ايديولوجيا لا تحوي ايمانا بالمطلق هي ايديولوجيا سوف تنتهي الى الفناء) . هذه المواجهة بين اليهودي والاسرائيلي كانت ابرز العناوين في كتاب المؤلف الاسرائيلي الشهير آموس اوز, وقد صدر في العام 1995 تحت عنوان (في ارض اسرائيل) وتكتمل صورة هذه المواجهة في حوار للمؤلف مع الاب مارسيل دوبيوس راعي كنيسة القديس قزحيا في مدينة القدس. يقول الاب المسيحي: ان القدس هي مركز العالم, انها قلب العالم وما يحدث فيها هو حرب سرية روحية تؤثر على مصير العالم كله, ويسأله المؤلف: * حرب بين من: العرب واليهود, بين اسرائيل والأغيار؟ ـ قبل كل شيء انها حرب بين اليهود انفسهم. مدريد والبقع المقدسة اذن هل انتهت هذه الحرب بين اليهود انفسهم, بعد خمس سنوات على صدور الكتاب الى نهاية الايديولوجيا, وانتصار من يسميهم المؤلف (الاوصياء على المتحف اليهودي) ؟ موقف اليهود الامريكيين يكشف عن جزء من الاجابة وموقف العلماني (ارييل شارون) يكشف عن جزء آخر وما قاله نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ارون سنيه عن ان (الهيكل هو روح اسرائيل, وكل المفاوضات انما تدور حول من يسيطر على الهيكل) يكشف عن جزء ثالث من الاجابة وهي تعني باختصار ان مؤتمر مدريد, باعتباره مرجعية السلام قد تحول الى انقاض, ليس مع الفلسطينيين وحدهم بل يشمل سوريا ولبنان ايضا, اذ ما هو المعنى من الحديث عن اعتماد القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 242 الذي يتحدث عن (الاراضي المحتلة) او عن (اراض محتلة) اذا تحولت هذه الاراضي فجأة الى بقع مقدسة ملك لإله اليهود ولا يمكن التفاوض عليها؟ اكثر من ذلك ان اقتصار الاوصياء على المتحف اليهودي يطرح مجددا حدود أرض اسرائيل) وهي بالتعريف التوراتي تمتد من الفرات الى النيل, فإذا انتصرت التوراة في حروب الهيكل فما الذي سوف يمنعها من متابعة زحفها لتبسط سلطتها فوق أرض اسرائيل كلها؟ الاصولية المسيحية تدعم وهذا الموقف اليهودي الامريكي يستدعي بالضرورة الحديث عن الاصولية المسيحية داخل الولايات المتحدة ودعمها العلني لتهويد القدس كاملة واعادة بناء الهيكل الثالث تمهيدا لظهور المسيح الدجال, وهو مسيح اليهود الذي سوف يقضي عليه المسيح الحقيقي عند ظهوره ثانية, وهذا الاستطراد في الحديث عن اللاهوت والاسطورة لم يعد ترفا اذ ان الاسطورة او النبوءة عندما تتحول الى حبر لإعادة صنع التاريخ فإنها لا تعود اسطورة, بل واقعا يوميا يتحقق في سلوك عملي, وان كان يبدو اقرب الى الهلوسة الا انه يبقى واقعا, ففي ولاية تكساس اقام قبل اعوام مزارع مسيحي (اصولي) مزرعة كانت هي الاولى في العالم كله التي تريد ان تحقق مهمة واحدة ووحيدة وهي تهجين وتربية قطيع من البقر الاحمر. المزارع الامريكي اعتبر ان مهمته مقدسة فهو يريد استعجال عودة المسيح الى الارض ثانية وبما ان شرط العودة هو بناء الهيكل الثالث فوق جبل الهيكل في القدس, اي في الحرم القدسي الشريف, فلابد من التحضير لبناء الهيكل وهو تربية قطيع من البقر الاحمر, يصدره الى اسرائيل ويستخدمه اليهود لتطهير انفسهم قبل دخول الهيكل! وهو ما ورد في التوراة. حيث يجب على اليهودي قبل دخول الهيكل الثالث احراق بقرة حمراء وغسل يديه برمادها لتطهيرها مما علق بها من دنس. المهم ان اسرائيل والاوصياء على المتحف بالذات ساورتهم الشكوك حول هذا البقر الاحمر المسيحي وقررت ان تبني مزرعة خاصة بها وفي اسرائيل ذاتها لانتاج البقر الاحمر, وقد تحققت هذه الامنية في العام 1998 وتناقلت وكالات الانباء صورة (اول بقرة حمراء لا توجد فيها شعرة بيضاء واحدة) داخل مزرعة اسرائيلية. ولكن يبقى السؤال: لماذا يساعد الاصوليون المسيحيون في الولايات المتحدة اسرائيل على تهويد القدس وبناء الهيكل؟ الاجابة باختصار هي ان هؤلاء الاصوليين يعتقدون ان التاريخ تحكمه النبوءات وان ابرز هذه النبوءات هي ان المسيح لن يظهر ثانية قبل ان يتم تهويد القدس كلها وان يعاد بناء الهيكل فيها, وعندئذ يقترب العالم من نهايته, حيث يظهر المسيح الدجال اولا ثم المسيح الحقيقي ويهلك اليهود جميعا الا قلة منهم, وتعود القدس مسيحية, ومن هنا فقد لقيت دعوة القس (جيري فيلويل) تأييدا من اسرائيل, وكان القس أحد زعماء (الاغلبية الاخلاقية, وكان في الوقت الذي يدعو فيه وبحماسة شديدة الى تهويد القدس فإنه في الوقت نفسه كان يبشر بزوال اسرائيل ومع ذلك فقد قبلت اسرائيل هذا التحالف مع القس الذي منح على ما يزعم الرئيس رونالد ريجان مليون صوت, ويفسر الكاتب اليهودي المحافظ ايرفنج كريستول هذا التحالف فيكتب: ان عالمنا اليومي يحفل بالقسوة ونحن مرغمون على ان نقبل الحلفاء اينما وجدناهم ويتساءل لماذا يقلق اليهود من واعظ اصولي لا يصدقون للحظة انه يتمتع بسلطة سماوية؟... ما دام هذا الواعظ بالذات وفي الواقع المادي اليومي مؤيدا لاسرائيل) . .. ونبوءة دانيال عن السلام وفي مقابل هذه النبوءة يكتب الدكتور جون وولفورد في مؤلفه الشهير عن (يوم الدينونة) فيشرح اولا احداث العالم منذ زحف الجيش البابلي بقيادة نبوخذ نصر واجتياح القدس عام 605 قبل الميلاد, وصولا الى معاهدة سلام تنهي الحروب بين اسرائيل وجيرانها العرب ويقول: (ان توقيع معاهدة سلام بين اسرائيل وجيرانها العرب هي اكثر الاحداث اهمية في نبوءة الزمن الاخير, ان توقيع هذه المعاهدة سوف يطلق العد العكسي باتجاه يوم الدينونة... واستنادا الى النبي دانيال فإن السنوات السبع اللاحقة التي ستنتهي بعودة المسيح الى الارض ثانية انما تبدأ من تاريخ توقيع هذه المعاهدة) ويدعو وولفورد, وهو ابرز الخبراء الامريكيين في تفسير النبوءات الى الضغط على اسرائيل لتوقيع معاهدة سلام مع جيرانها والانسحاب من الاراضي التي احتلتها و... الى تدويل القدس. ولعل موقف اليهود الامريكيين يسعى الى تحويل النبوءات التوراتية من تاريخ الى مستقبل. بقلم: شوقي رافع
قبل يوم واحد الى الحرم القدسي الشريف, وهذا البعد اليهودي الامريكي لحرب المسجد الاقصى ملفت في حماسته واندفاعه لأنه كان موجها بشكل خاص ضد رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك الذي اعتبر ان القدس موضوع قابل للتفاوض بقطع النظر عن نواياه, وعن تعريفه للقدس, وفيما اذا كانت تشمل الحرم القدسي الشريف أم انها تبدأ من ضاحية ابو ديس. والحماسة اليهودية الامريكية ملفتة ايضا لأنها قطعت الطريق على مشروع امريكي ـ اسرائيلي مشترك يمنح الفلسطينيين (وصاية) على الحرم القدسي الشريف, و(سيادة) اسرائيلية على ما تحت الحرم, أي حق التنقيب بحثا عن بقايا الهيكل الثاني, تمهيدا لاعادة بناء الهيكل الثالث. وهذه الحماسة اليهودية الامريكية ملفتة أخيرا لأنها استخدمت مفردات سماوية تلغي كل القواميس الارضية, وفي صلبها.. (الاراضي المتنازع عليها) , وهو ما تقوم عليه كل القرارات الدولية, فتزعم ان (هذه البقعة المقدسة هي ملك لله وليس لنا) فتلغي المفاوضات على الارض وتحيلها الى مملكة السماء! بين الارض والسماء ومن هنا فإن هذه الحماسة الامريكية اليهودية تستحق اكثر من وقفة لأنها تنتقل دفعة واحدة من الانحياز الى اسرائيل كأرض وبقعة جغرافية يقطنها اليهود الى عالم سماوي يكتمل مع بناء الهيكل الثالث بانتظار قيامة المسيح اليهودي, ولعل مدير عام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية اسرائيل هاريل يوضح هذا الفرق بين الاسرائيلي وبين اليهودي, حين يقول: هناك ما يفرق بين اليهودي والاسرائيلي, انها المواجهة, اليهودي يريد ان يعيش وفقا للعهد القديم, اما الاسرائيلي فإنه عديم الاهتمام تقريبا انه يبدو اقرب الى ان يكون تابعا لثقافة الغرب, وبالنسبة لكثير من هؤلاء الاسرائيليين فإن ارض اسرائيل ليست اكثر من صدفة بيوغرافية, انهم يعيشون حياة لائقة هنا, ولكن اذا عرضت عليهم وظيفة افضل في مكان آخر في الخارج فإنهم ببساطة سوف يحزمون حقائبهم ويرحلون. ان (أرض اسرائيل) لا تعني الا القليل بالنسبة لهم, ان الصهاينة العمال ابناء الهجرة الثالثة احضروا معهم ثقافة في معظمها مستوردة وقد وصلنا معهم اليوم الى نهاية الايديولوجيا, ويبدو واضحا انه من دون الايمان بالقيم المطلقة فإن فراغا سيحصل وستملؤه القيم المادية, ان أية ايديولوجيا لا تحوي ايمانا بالمطلق هي ايديولوجيا سوف تنتهي الى الفناء) . هذه المواجهة بين اليهودي والاسرائيلي كانت ابرز العناوين في كتاب المؤلف الاسرائيلي الشهير آموس اوز, وقد صدر في العام 1995 تحت عنوان (في ارض اسرائيل) وتكتمل صورة هذه المواجهة في حوار للمؤلف مع الاب مارسيل دوبيوس راعي كنيسة القديس قزحيا في مدينة القدس. يقول الاب المسيحي: ان القدس هي مركز العالم, انها قلب العالم وما يحدث فيها هو حرب سرية روحية تؤثر على مصير العالم كله, ويسأله المؤلف: * حرب بين من: العرب واليهود, بين اسرائيل والأغيار؟ ـ قبل كل شيء انها حرب بين اليهود انفسهم. مدريد والبقع المقدسة اذن هل انتهت هذه الحرب بين اليهود انفسهم, بعد خمس سنوات على صدور الكتاب الى نهاية الايديولوجيا, وانتصار من يسميهم المؤلف (الاوصياء على المتحف اليهودي) ؟ موقف اليهود الامريكيين يكشف عن جزء من الاجابة وموقف العلماني (ارييل شارون) يكشف عن جزء آخر وما قاله نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ارون سنيه عن ان (الهيكل هو روح اسرائيل, وكل المفاوضات انما تدور حول من يسيطر على الهيكل) يكشف عن جزء ثالث من الاجابة وهي تعني باختصار ان مؤتمر مدريد, باعتباره مرجعية السلام قد تحول الى انقاض, ليس مع الفلسطينيين وحدهم بل يشمل سوريا ولبنان ايضا, اذ ما هو المعنى من الحديث عن اعتماد القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 242 الذي يتحدث عن (الاراضي المحتلة) او عن (اراض محتلة) اذا تحولت هذه الاراضي فجأة الى بقع مقدسة ملك لإله اليهود ولا يمكن التفاوض عليها؟ اكثر من ذلك ان اقتصار الاوصياء على المتحف اليهودي يطرح مجددا حدود أرض اسرائيل) وهي بالتعريف التوراتي تمتد من الفرات الى النيل, فإذا انتصرت التوراة في حروب الهيكل فما الذي سوف يمنعها من متابعة زحفها لتبسط سلطتها فوق أرض اسرائيل كلها؟ الاصولية المسيحية تدعم وهذا الموقف اليهودي الامريكي يستدعي بالضرورة الحديث عن الاصولية المسيحية داخل الولايات المتحدة ودعمها العلني لتهويد القدس كاملة واعادة بناء الهيكل الثالث تمهيدا لظهور المسيح الدجال, وهو مسيح اليهود الذي سوف يقضي عليه المسيح الحقيقي عند ظهوره ثانية, وهذا الاستطراد في الحديث عن اللاهوت والاسطورة لم يعد ترفا اذ ان الاسطورة او النبوءة عندما تتحول الى حبر لإعادة صنع التاريخ فإنها لا تعود اسطورة, بل واقعا يوميا يتحقق في سلوك عملي, وان كان يبدو اقرب الى الهلوسة الا انه يبقى واقعا, ففي ولاية تكساس اقام قبل اعوام مزارع مسيحي (اصولي) مزرعة كانت هي الاولى في العالم كله التي تريد ان تحقق مهمة واحدة ووحيدة وهي تهجين وتربية قطيع من البقر الاحمر. المزارع الامريكي اعتبر ان مهمته مقدسة فهو يريد استعجال عودة المسيح الى الارض ثانية وبما ان شرط العودة هو بناء الهيكل الثالث فوق جبل الهيكل في القدس, اي في الحرم القدسي الشريف, فلابد من التحضير لبناء الهيكل وهو تربية قطيع من البقر الاحمر, يصدره الى اسرائيل ويستخدمه اليهود لتطهير انفسهم قبل دخول الهيكل! وهو ما ورد في التوراة. حيث يجب على اليهودي قبل دخول الهيكل الثالث احراق بقرة حمراء وغسل يديه برمادها لتطهيرها مما علق بها من دنس. المهم ان اسرائيل والاوصياء على المتحف بالذات ساورتهم الشكوك حول هذا البقر الاحمر المسيحي وقررت ان تبني مزرعة خاصة بها وفي اسرائيل ذاتها لانتاج البقر الاحمر, وقد تحققت هذه الامنية في العام 1998 وتناقلت وكالات الانباء صورة (اول بقرة حمراء لا توجد فيها شعرة بيضاء واحدة) داخل مزرعة اسرائيلية. ولكن يبقى السؤال: لماذا يساعد الاصوليون المسيحيون في الولايات المتحدة اسرائيل على تهويد القدس وبناء الهيكل؟ الاجابة باختصار هي ان هؤلاء الاصوليين يعتقدون ان التاريخ تحكمه النبوءات وان ابرز هذه النبوءات هي ان المسيح لن يظهر ثانية قبل ان يتم تهويد القدس كلها وان يعاد بناء الهيكل فيها, وعندئذ يقترب العالم من نهايته, حيث يظهر المسيح الدجال اولا ثم المسيح الحقيقي ويهلك اليهود جميعا الا قلة منهم, وتعود القدس مسيحية, ومن هنا فقد لقيت دعوة القس (جيري فيلويل) تأييدا من اسرائيل, وكان القس أحد زعماء (الاغلبية الاخلاقية, وكان في الوقت الذي يدعو فيه وبحماسة شديدة الى تهويد القدس فإنه في الوقت نفسه كان يبشر بزوال اسرائيل ومع ذلك فقد قبلت اسرائيل هذا التحالف مع القس الذي منح على ما يزعم الرئيس رونالد ريجان مليون صوت, ويفسر الكاتب اليهودي المحافظ ايرفنج كريستول هذا التحالف فيكتب: ان عالمنا اليومي يحفل بالقسوة ونحن مرغمون على ان نقبل الحلفاء اينما وجدناهم ويتساءل لماذا يقلق اليهود من واعظ اصولي لا يصدقون للحظة انه يتمتع بسلطة سماوية؟... ما دام هذا الواعظ بالذات وفي الواقع المادي اليومي مؤيدا لاسرائيل) . .. ونبوءة دانيال عن السلام وفي مقابل هذه النبوءة يكتب الدكتور جون وولفورد في مؤلفه الشهير عن (يوم الدينونة) فيشرح اولا احداث العالم منذ زحف الجيش البابلي بقيادة نبوخذ نصر واجتياح القدس عام 605 قبل الميلاد, وصولا الى معاهدة سلام تنهي الحروب بين اسرائيل وجيرانها العرب ويقول: (ان توقيع معاهدة سلام بين اسرائيل وجيرانها العرب هي اكثر الاحداث اهمية في نبوءة الزمن الاخير, ان توقيع هذه المعاهدة سوف يطلق العد العكسي باتجاه يوم الدينونة... واستنادا الى النبي دانيال فإن السنوات السبع اللاحقة التي ستنتهي بعودة المسيح الى الارض ثانية انما تبدأ من تاريخ توقيع هذه المعاهدة) ويدعو وولفورد, وهو ابرز الخبراء الامريكيين في تفسير النبوءات الى الضغط على اسرائيل لتوقيع معاهدة سلام مع جيرانها والانسحاب من الاراضي التي احتلتها و... الى تدويل القدس. ولعل موقف اليهود الامريكيين يسعى الى تحويل النبوءات التوراتية من تاريخ الى مستقبل. بقلم: شوقي رافع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق