حكايات سياسية: بقلم- شوقي رافع - التاريخ: 21 أغسطس 1998
نقرأ هذه الاسماء: الالوية الحمراء, الجيش الاحمر في اليابان,
جماعة بادر ماينهوف في المانيا, التوباماروس في الارجنتين وايلول الاسود
عندنا وماذا بقي منها ؟ قد شغلت هذه التنظيمات بأعمالها الثورية الحكومات
ووسائل الاعلام في طول الدنيا وعرضها خلال عقدي السبعينات والثمانينات.. ثم
انطفأت, من دون ان تغير الكثير من حال الدنيا, واليوم بدأت منظمات اخرى
تأخذ مكانها وتمارس من اعمال العنف, ما لا يصح فيه الا القول المأثور:
اللهم احمني من اصدقائي اما اعدائي فانا كفيل بهم. نذكر حكاية ذلك الدب
الذي من فرط حبه لصاحبه هشم رأسه بصخرة لانه اراد ان يطرد ذبابة حطت على
وجه صاحبه وهو نائم.
وما تفعله هذه التنظيمات اليوم انها تتابع خدمة المؤمنين بتهشيم رؤوسهم كي تحميهم من الذباب المعادي, وبالطبع فان هذه التنظيمات لا تعتذر ولا تبكي, كما فعل الدب, بل هي تعدنا بالمزيد لان ما تم حتى الان هو البداية فحسب. الدكتور وخطف الطائرات الدكتور وديع حداد, رفيق الدكتور جورج حبش, وأحد الرواد في ممارسة العنف الثوري كان رحمه الله, يؤمن ان امريكا هي عدو, وان ضرب المصالح الامريكية هو خطوة على طريق تحرير فلسطين, كان الدكتور اول من ابتكر ومارس خطف الطائرات, في نهاية الستينات, كانت الطائرات المخطوفة تهبط في مطار الثورة في الاردن, وهناك, تحت عدسات المصورين, وامام حشود من رجال الاعلام الذين توافدوا من انحاء الارض كان يتم تفجير الطائرات بعد اخلائها من الركاب... وانتهت تلك المرحلة (الثورية) بمجازر ايلول الاسود ورحيل الفدائيين الفلسطينيين الى لبنان, لتبدأ سلسلة اخرى من العنف الثوري كان ابرز محطاتها تشتيت الفدائيين الفلسطينيين ما بين تونس واليمن.. بعيدا عن فلسطين, ومع ذلك فلن نعتذر عن تلك المرحلة فقد كان ضحايا العنف قلة والمشاهدون كثيرون, ودخلت فلسطين في كل بيت. طفولة... دموية فيما بعد تمت ادانة هذه الاعمال باعتبارها (طفولة يسارية) بعد ان اكتشف (الابوات) ان عملية من نوع (مجزرة ميونيخ) مثلا التي اودت بالرياضيين الاسرائيليين المشاركين في الاولمبياد عام 1972 في المانيا, حققت غايتين: الاولى انها فتحت الخزينة الالمانية امام اسرائيل تغرف منها مليارات الدولارات سنويا تعويضات لضحايا النازية, اما الغاية الثانية انها نجحت وبامتياز في صرف الاهتمام العالمي عن الاستيطان والتوسع الاسرائيلي في اراضي مصر وسوريا بالاضافة الى القدس والضفة وغزة.. واستعادت اسرائيل صورتها باعتبارها الدولة الضحية (!). ان ما فعلته (الطفولة اليسارية) هو انها كتبت حرف الالف في ابجدية دموية مازالت تتوالى حروفها حتى اليوم.. وقد برهنت الاصولية الدينية المتطرفة, بداية من حملات تطويع المجاهدين للقتال في افغانستان, انها تتقن هذه اللغة.. والى حد الابداع وبما يتجاوز حتى احلام الدكتور وديع حداد. أم المعارك تقترب؟ ولعل هذا الركام من السوابق هو ما يدفع كثيرين الى استباق نتائج التحقيق في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام, وتصديق البلاغات التي اصدرتها منظمة (جيش تحرير المقدسات الاسلامية) واعلنت فيها مسؤوليتها عن العمليتين, وبالتأكيد فان الربط بين الاسلام وبين المجزرتين في افريقيا لن يقض مضاجع نتانياهو وعشاقه من الامريكيين, اما ما هو اخطر من هذه المكاسب الآنية التي سوف تحصدها اسرائيل في افريقيا كما في امريكا فهي النظرية التي يتم تداولها على هامش المجزرتين, وهي ان حروب الحضارات بين الاسلام والغرب تقترب من مرحلة (أم المعارك) بداية من افغانستان. فتش عن الافغان يقول اصحاب هذا الاجتهاد فتش عن الافغان, العرب خاصة, ويربط هؤلاء بين المجزرتين وبين الانتصارات التي ترافقت معهما, وحققتها حركة طالبان في افغانستان. حيث يقيم المشتبه الرئيسي حتى الان اسامة بن لادن, ومن هذه الصدفة التاريخية يحيكون عباءة على مقاس العرب والمسلمين, فيقولون ان افغانستان اليوم, باتت مرشحة في ظل حكم طالبان لتلعب الدور نفسه الذي لعبته طهران, بعد انتصار الثورة الاسلامية, قبل حوالي عقدين من الزمن, في ايقاظ الصحوة الدينية لدى طائفة من المسلمين, ضد الشيطان الاكبر, حيث نشأت تنظيمات خارج ايران مهمتها الدعوة لاحتذاء النموذج الاسلامي والدفاع عن الثورة في مواجهة الهجوم الذي يشنه الغرب عليها, عسكريا واقتصاديا وثقافيا وننسب الى عدد من هذه التنظيمات ذات الصلة بايران, معظم الهجمات التي استهدفت المصالح الامريكية والصهيونية. اما في حالة افغانستان, كما يقول اصحاب هذا الاجتهاد البائس, فان طالبان تمثل, على صعيد الطائفة الاغلبية الاسلامية, وبالتالي فان جيش تحرير المقدسات الاسلامية ما هو الا البداية فحسب (!). ... وهكذا يكتمل, العداء للاسلام, بكل طوائفه, ويتم استنفار الحضارة الغربية لتخوض ما تعتبره حربا دفاعا عن النفس والقيم ويتحول العرب والمسلمون من ضحايا يجب انصافهم الى جلادين وارهابيين لابد من الاقتصاص منهم (!). فرق بين الشهيد والارهابي اين هو الخلل في هذه المعادلة المقلوبة؟ الولايات المتحدة الامريكية هي القوة العظمى الوحيدة في العالم اليوم, وهي في الوقت نفسه (الشريك) الكامل لاسرائيل في عدوانها المتمادي على العرب والمسلمين, وهي تدفع بهذا العربي والمسلم الى( ان يخوض معارك انتحارية يعرف نتيجتها سلفا) , وابرز مثال على ذلك هو تفجير السفارتين في كينيا وتنزانيا حيث سقط 12 امريكيا فقط مقابل مايزيد عن (250) قتيلا من ابناء البلدين مع خمسة الاف جريح ان مافعله المدبرون هو انهم نجحوا في تهشيم علاقة تاريخية ونضال مشترك بين افريقيا والعالم العربي وهو نضال كانت قاعدته على الدوام مصر أو الجزائر او الاثنين معا لقد تضررت امريكا بالطبع ولكن العلميتين نجحتا في نسف الجسور ليس بين الحكومات العربية والاسلامية وبين الحكومات الافريقية بل بين الشعوب نفسها لقد نجح المخططون في كسب معركة ولكنهم في اللحظة نفسها خسروا الحرب ضد عدوهم لان الحروب الناجمة تخوضها الشعوب وليس الافراد ان مقارنة سريعة بين ما قامت به المقاومة في لبنان عام 1982 ومابين مجزرتي دار السلام ونيروبي تكشف عن العمى السياسي للمتطرفين المنسوبين ظلما الى الاسلام لقد كانت البارجة (نيوجرسي) الامريكية في ذلك الوقت تقصف ضواحي بيروت والجبل وصولا الى البقاع وما فعلته المقاومة هو انها قامت بنسف مقر قوات المارينز في بيروت, وهؤلاء عسكريون في الخدمة, ومن قبل قامت بنسف مقر السفارة الامريكية عندما كان ينعقد فيها اجتماع يضم قادة المحطات في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) وكان الهدف السياسي للعمليتين واضحا وهو خروج القوات الامريكية من لبنان بعد ان تحولت الى (ميليشيا) اخرى والى طرف عسكري في الحرب ضد المقاومة اللبنانية... اما مافعله (المهووسون) في نيروبي ودار السلام فهو انهم استهدفوا قارة افريقيا لان فيها سفارات امريكية وفعلوا كما فعل ذلك الدب فهشموا الرأس الافريقي كي ينقلوا الى الامريكيين رسالة.. ولعل هذه المقارنة تكشف عن الفرق بين المقاومة وبين الهوس الاعمى بين الشهداء وبين الارهابيين وهو ما كان يميز دائما الرسل عن الانبياء الكذبة. وافريقيا تستحق من العرب والمسلمين اكثر من اعتذار.
وما تفعله هذه التنظيمات اليوم انها تتابع خدمة المؤمنين بتهشيم رؤوسهم كي تحميهم من الذباب المعادي, وبالطبع فان هذه التنظيمات لا تعتذر ولا تبكي, كما فعل الدب, بل هي تعدنا بالمزيد لان ما تم حتى الان هو البداية فحسب. الدكتور وخطف الطائرات الدكتور وديع حداد, رفيق الدكتور جورج حبش, وأحد الرواد في ممارسة العنف الثوري كان رحمه الله, يؤمن ان امريكا هي عدو, وان ضرب المصالح الامريكية هو خطوة على طريق تحرير فلسطين, كان الدكتور اول من ابتكر ومارس خطف الطائرات, في نهاية الستينات, كانت الطائرات المخطوفة تهبط في مطار الثورة في الاردن, وهناك, تحت عدسات المصورين, وامام حشود من رجال الاعلام الذين توافدوا من انحاء الارض كان يتم تفجير الطائرات بعد اخلائها من الركاب... وانتهت تلك المرحلة (الثورية) بمجازر ايلول الاسود ورحيل الفدائيين الفلسطينيين الى لبنان, لتبدأ سلسلة اخرى من العنف الثوري كان ابرز محطاتها تشتيت الفدائيين الفلسطينيين ما بين تونس واليمن.. بعيدا عن فلسطين, ومع ذلك فلن نعتذر عن تلك المرحلة فقد كان ضحايا العنف قلة والمشاهدون كثيرون, ودخلت فلسطين في كل بيت. طفولة... دموية فيما بعد تمت ادانة هذه الاعمال باعتبارها (طفولة يسارية) بعد ان اكتشف (الابوات) ان عملية من نوع (مجزرة ميونيخ) مثلا التي اودت بالرياضيين الاسرائيليين المشاركين في الاولمبياد عام 1972 في المانيا, حققت غايتين: الاولى انها فتحت الخزينة الالمانية امام اسرائيل تغرف منها مليارات الدولارات سنويا تعويضات لضحايا النازية, اما الغاية الثانية انها نجحت وبامتياز في صرف الاهتمام العالمي عن الاستيطان والتوسع الاسرائيلي في اراضي مصر وسوريا بالاضافة الى القدس والضفة وغزة.. واستعادت اسرائيل صورتها باعتبارها الدولة الضحية (!). ان ما فعلته (الطفولة اليسارية) هو انها كتبت حرف الالف في ابجدية دموية مازالت تتوالى حروفها حتى اليوم.. وقد برهنت الاصولية الدينية المتطرفة, بداية من حملات تطويع المجاهدين للقتال في افغانستان, انها تتقن هذه اللغة.. والى حد الابداع وبما يتجاوز حتى احلام الدكتور وديع حداد. أم المعارك تقترب؟ ولعل هذا الركام من السوابق هو ما يدفع كثيرين الى استباق نتائج التحقيق في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام, وتصديق البلاغات التي اصدرتها منظمة (جيش تحرير المقدسات الاسلامية) واعلنت فيها مسؤوليتها عن العمليتين, وبالتأكيد فان الربط بين الاسلام وبين المجزرتين في افريقيا لن يقض مضاجع نتانياهو وعشاقه من الامريكيين, اما ما هو اخطر من هذه المكاسب الآنية التي سوف تحصدها اسرائيل في افريقيا كما في امريكا فهي النظرية التي يتم تداولها على هامش المجزرتين, وهي ان حروب الحضارات بين الاسلام والغرب تقترب من مرحلة (أم المعارك) بداية من افغانستان. فتش عن الافغان يقول اصحاب هذا الاجتهاد فتش عن الافغان, العرب خاصة, ويربط هؤلاء بين المجزرتين وبين الانتصارات التي ترافقت معهما, وحققتها حركة طالبان في افغانستان. حيث يقيم المشتبه الرئيسي حتى الان اسامة بن لادن, ومن هذه الصدفة التاريخية يحيكون عباءة على مقاس العرب والمسلمين, فيقولون ان افغانستان اليوم, باتت مرشحة في ظل حكم طالبان لتلعب الدور نفسه الذي لعبته طهران, بعد انتصار الثورة الاسلامية, قبل حوالي عقدين من الزمن, في ايقاظ الصحوة الدينية لدى طائفة من المسلمين, ضد الشيطان الاكبر, حيث نشأت تنظيمات خارج ايران مهمتها الدعوة لاحتذاء النموذج الاسلامي والدفاع عن الثورة في مواجهة الهجوم الذي يشنه الغرب عليها, عسكريا واقتصاديا وثقافيا وننسب الى عدد من هذه التنظيمات ذات الصلة بايران, معظم الهجمات التي استهدفت المصالح الامريكية والصهيونية. اما في حالة افغانستان, كما يقول اصحاب هذا الاجتهاد البائس, فان طالبان تمثل, على صعيد الطائفة الاغلبية الاسلامية, وبالتالي فان جيش تحرير المقدسات الاسلامية ما هو الا البداية فحسب (!). ... وهكذا يكتمل, العداء للاسلام, بكل طوائفه, ويتم استنفار الحضارة الغربية لتخوض ما تعتبره حربا دفاعا عن النفس والقيم ويتحول العرب والمسلمون من ضحايا يجب انصافهم الى جلادين وارهابيين لابد من الاقتصاص منهم (!). فرق بين الشهيد والارهابي اين هو الخلل في هذه المعادلة المقلوبة؟ الولايات المتحدة الامريكية هي القوة العظمى الوحيدة في العالم اليوم, وهي في الوقت نفسه (الشريك) الكامل لاسرائيل في عدوانها المتمادي على العرب والمسلمين, وهي تدفع بهذا العربي والمسلم الى( ان يخوض معارك انتحارية يعرف نتيجتها سلفا) , وابرز مثال على ذلك هو تفجير السفارتين في كينيا وتنزانيا حيث سقط 12 امريكيا فقط مقابل مايزيد عن (250) قتيلا من ابناء البلدين مع خمسة الاف جريح ان مافعله المدبرون هو انهم نجحوا في تهشيم علاقة تاريخية ونضال مشترك بين افريقيا والعالم العربي وهو نضال كانت قاعدته على الدوام مصر أو الجزائر او الاثنين معا لقد تضررت امريكا بالطبع ولكن العلميتين نجحتا في نسف الجسور ليس بين الحكومات العربية والاسلامية وبين الحكومات الافريقية بل بين الشعوب نفسها لقد نجح المخططون في كسب معركة ولكنهم في اللحظة نفسها خسروا الحرب ضد عدوهم لان الحروب الناجمة تخوضها الشعوب وليس الافراد ان مقارنة سريعة بين ما قامت به المقاومة في لبنان عام 1982 ومابين مجزرتي دار السلام ونيروبي تكشف عن العمى السياسي للمتطرفين المنسوبين ظلما الى الاسلام لقد كانت البارجة (نيوجرسي) الامريكية في ذلك الوقت تقصف ضواحي بيروت والجبل وصولا الى البقاع وما فعلته المقاومة هو انها قامت بنسف مقر قوات المارينز في بيروت, وهؤلاء عسكريون في الخدمة, ومن قبل قامت بنسف مقر السفارة الامريكية عندما كان ينعقد فيها اجتماع يضم قادة المحطات في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) وكان الهدف السياسي للعمليتين واضحا وهو خروج القوات الامريكية من لبنان بعد ان تحولت الى (ميليشيا) اخرى والى طرف عسكري في الحرب ضد المقاومة اللبنانية... اما مافعله (المهووسون) في نيروبي ودار السلام فهو انهم استهدفوا قارة افريقيا لان فيها سفارات امريكية وفعلوا كما فعل ذلك الدب فهشموا الرأس الافريقي كي ينقلوا الى الامريكيين رسالة.. ولعل هذه المقارنة تكشف عن الفرق بين المقاومة وبين الهوس الاعمى بين الشهداء وبين الارهابيين وهو ما كان يميز دائما الرسل عن الانبياء الكذبة. وافريقيا تستحق من العرب والمسلمين اكثر من اعتذار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق