السفير/ Nov 04, 2004
خرجوا بالأمس مع شجر الغابات، رجالك يا زايد، يحملون ذاكرة الصحارى، وعشق الرمال للمياه، ووجع الحلم العربي... وكنت الينبوع يتدفق عذباً ليروي دنيا العرب.
نفتقدك ويفتقدونك يا زايد.
عرفوك وعرفناك جبهة سمراء تفيض عرقاً كي تجري بالخير في »أفلاج« العين، وساعداً لا يعترف بالشواطئ حدوداً فيحول أبو ظبي الى »مغاصات« عامرة باللآلئ لكل من يستحق، وعرفوك وعرفناك »نوخذاً« عربياً، قاد سفينة الاتحاد بين شعاب الفرقة وأعاصير التشتت وحفظها في ميناء العروبة سالمة.
هل قلنا ميناء العروبة؟ بلى، لأن بعضهم ضاق بالعرب وزعم أن القارة الهندية هي البديل عن الوجع العربي. ولكنك ارتديتها عباءة العرب مطرزة بالتاريخ، وزهوت بها وزهونا بك.
نفتقدك ويفتقدونك يا زايد. وعندما سألتك يا حكيم العرب عن موقفك من »جمهورية« أعلنها سعد حداد في جنوب لبنان ربما غضبت، بل غضبت، قلت: لا حداد ولا مداد، تسألني عن الحداد ونحن (300) مليون عربي؟ قلت أيضا وبمرارة: »إذا عجز العرب عن الوحدة والاتحاد فهل يعجزون أيضا عن التضامن... ان هذا التضامن هو الخطوة الأولى«.
وكنت دائما رجل الخطوة الأولى، وفي خلال هزيمة العرب الكبرى العام 67، ومع غياب الملهم جمال عبد الناصر في العام 70، رفعت الراية، قلت: »ان الاتحاد قدرنا«، وحققته ولأول مرة في تاريخ العرب المعاصر يقوم اتحاد ويصمد ويزدهر ويبقى ضميره لأجيال ما زال يؤرقها الحلم العربي.
نفتقدك ويفتقدونك يا زايد، وما بين الخليج والمحيط ستبقى أحلامك تهدر في صدورنا أمواجا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق